سيظل هذا الدرس الرائع الذي لقنه تلاميذ الإعدادية لمذيعة مصلحة السجون ريهام سعيد، باعثًا للأمل في نفس كل من تملكه اليأس، وظن أن الباطل منتشيًا وواثقًا، وأن الحق منكسرًا وخائفًا، بل إن من الروح الرياضية بعد ما فعله هؤلاء الفتية في هذا التحقيق الأمني التليفزيوني أن نذهب لريهام سعيد ونقول لها بمنتهى الشفقة عبارتها المسخرة: انتِ مش ندمانة؟! ولمن فاته هذا الحوار نلخص هذه الروشتة التي قدمها هؤلاء المجرمون الذين تم القبض عليهم وهم يلعبون مباراة كرة قدم! 1. ابتسم دومًا أمام ريهام سعيد؛ فابتسامتك أمامها سم قاتل لها؛ لدرجة أن المذيعة التي تقدم نفسها على أنها صانعة البسمة على وجوه الفقراء والمحرومين قد فقدت أعصابها وهي تردد مرارًا: انت بتضحك ليه، انت مش خايف؟ ثم تتقمص شخصية المفتش كرومبو، ولكن بكل سماجة وهبل: على فكرة ضحكتك دي دليل إنكم عملتوا حاجة! 2. ما تقولهاش "حضرتك" وقل لها "انتي". على فكرة الكلمة دي بتستفزها جدًّا. نعم كادت مذيعة زنا المحارم والاغتصاب أن تفقد صوابها تمامًا وهي تسمع كلمة "انتي" حاف كده! ماتستغربشي هي دي أخلاق النينجا! 3. تكلم معها بكل صراحة وقل لها: أيوه أنا ضد الدم والظلم؛ لتفضح جهلها وهي تتصور أنها حققت انتصارًا كبيرًا وانتزعت اعترافًا خطيرًا، وتستمع لها وهي تتحدث بكل ثقة" لا لا لا ده مطلعش كورة، ده طلع فكر أهو!". معلش ماتتخضش بس مستني إيه من مذيعة الجن والعفاريت والأعمال والسحر والشعوذة والدجل، غير إنها تعتبر الفكر جريمة. 4. عاوز تفضح جهلها دوس معاها كمان شوية في السياسة: ظهر هذا بعد أن اعترف أحدهم أنه خرج في مسيرتين للمعارضة؛ لأنه معترض على سفك الدماء من الجيش والشرطة والحكومة وأي طرف آخر، وأنه خرج (ضد النظام) تعاطفًا بعد اعتقال الأستاذ الذي رباه في المسجد. فقاطعته متعجبة من هذا الجهل: مفيش نظام على فكرة! "عميكة عميكة يعني!" ثم باغتته بسؤالها المتجدد والذي دار بعده الحوار التالي: - انت ازاي بتضحك كده ومش همك؟! - عشان أنا ما عملتش حاجة غلط! - ماحدش قال إنك عملت حاجة غلط! - أومال أنا في قسم شرطة ليه؟! - عشان انت عملت حاجة تخالف القانون مش حاجة غلط!! لأ بجد عميقة، فكرتني بسعيد صالح في مدرسة المشاغبين: اسمها أنا اللي جبت التورتة مش انت اللي جبت التورتة! 5. ولأن مفيش أي حوار منطقي حينفع مع أفضل إعلامية في مصر كما تطلق هي على نفسها فللأسف حتضطر إنك تألش عليها وتعاملها بمستوى ذكائها كما فعل أحدهم هنا: - على فكرة انت طفل - لأ مش طفل - لأ طفل - طيب سبيها على الله "ابتسامة ساخرة" - انت ناوي تنزل مظاهرات تاني؟ - لأ الحمد لله. أنا لسه في تالتة إعدادي. "يظهر متأثرًا" - طيب ما انت نزلت مظاهرات وانت في تانية إعدادي. - أيوه ده قبل ما أخش الإعدادية بقى. "يكتم ضحكته" - طب وايه الفرق يعني؟ - لأ دي شهادة بقى ولازم أفرح أهلي بيا "يبدو متأثرًا" - يعني قبلها ماكنتش عاوز تفرح أهلك بيك؟ - لأ قبلها كنت في تانية إعدادي بقى "أنا جاي أهرج" - يعني اللي في تانية إعدادي يمشي في مسيرة واللي في تالتة إعدادي ممنوع يمشي في مسيرة؟! - لأ ما إنتي لما تتكلمي إني في تانية إعدادي فبمشي في مسيرة عادي! "تقريبا كانت حتتشل". بجد يا رجالة سلمت ردودكم، ودامت ابتسامتكم، وحفظكم الله من كل سوء.