يبدو أن تركيا قررت مؤخرا إصلاح العلاقة الفاترة مع السعودية، بعد شعورها بالإحباط من فشل الولاياتالمتحدة في الالتفات إلى نصيحتها فيما يخص سوريا والعراق، وعندما توفي الملك "عبد الله بن عبد العزيز"، قطع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على الفور جولته الإفريقية، وتوجه إلى الرياض لتقديم التعازي، ومن بعدها قام بزيارة العاهل الجديد "سلمان بن عبد العزيز". وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت التركية" إن جدول الأعمال السياسية لأنقرة المتغير، لا يسمح للعالم متابعة وتغطية قضايا السياسة الخارجية في العمق المتاح، مضيفة أنه بشكل خاص هذا هو الحال في ظل المناخ السياسي الداخلي المتوتر قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 يونيو المقبل. وتشير الصحيفة إلى أن هناك القضية تسيطر بشكل كبير على السياسة التركية ويغطيها الإعلام بشكل غير كاف، ألا وهي الأزمة السورية، حيث تشكل أزمة كبيرة للنظام التركي، ليس بسبب ال 2 مليون لاجئ، ولكن أيضا بسبب التحديات الأمنية التي تسببها للبلاد، موضحة أن التطورات الأخيرة في سوريا تثير قلق الحكومة التركية، بالإضافة إلى وجود تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من الجماعات المسلحة مثل أحرار الشام وجبهة النصرة التي تربطهما علاقات بتنظيم القاعدة، ومن المعروف أن تلك الجماعات تعود إلى منهج السلفية وترغب في السيطرة على حلب وإدلب. وتضيف "حريت" أن في عدة مناطق بسوريا يشارك العديد من المتمردين مع الجماعات الإرهابية في القتال ضد الجيش السوري، لافتة إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا يراقبها المجتمع الدولي وكذلك تركيا، لكن قطر تتولى دور الوساطة الدائمة في عملية المفاوضات للتخلص من النظام السوري، متوقعة أن تفضي إلى تقديم تركيا قواتها البرية للتخلص من الرئيس السوري" بشارالأسد"، فيما توفر السعودية الدعم الجوي من خلال غارات متواصلة كما حدث اليوم في اليمن، لمساعدة المعارضة السورية. وتوضح الصحيفة أن هناك مؤشرات سابقة تدل على أن تركيا والسعودية تبحثان جهود التعاون في المسألة السورية، فعندما زار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز"، أعلنا عن اتفاق بشأن دعم المعارضة السورية، وتوسيع نطاق التعاون بين بلديهما في مجال الدفاع والمسائل الأمنية، مضيفة أنه بعد أسابيع من هذا اللقاء، وقع "أردوغان" اتفاقية تعاون عسكري مشترك مع قطر، تقضي بالتعاون الأمني، والتشارك في المعلومات الاستخباراتية، ونشر القوات التركية والقطرية في مناطق النزاع، وهذا الإتفاق مكن قطر من التوسط بين السعودية وتركيا، خصوصا أن التقارب التركي السعودي يخفف من حدة الموقف السعودي من الإخوان المسلمين، وهو أمر مهم لتركيا. وفي هذا السياق، قال "آرون ستين" المختص في الشؤون التركية بالمعهد الملكي للدراسات :"إن لقاء أردوغان والملك سلمان جاء بسبب موقف سعودي مختلف من الإخوان المسلمين"، ويضيف "ستين": "الملك سلمان لا يحب الإخوان، لكنه اكتشف أن محاربتهم تقسم العالم العربي، وتمنع التوافق حول أهداف السياسة الخارجية السعودية، كوقف تقدم إيران وإسقاط الأسد"