تزامنًا مع التحضيرات الفلسطينية للاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 أبريل المقبل، يستمر الاحتلال الصهيوني في انتهاكاته ضد الأسرى في السجون والذي يتخذ منها ورقة رابحة في الضغط على السلطات الفلسطينية وفصائل المقاومة. وفاة جديدة في سجون الاحتلال أعلن نادي الأسير الفلسطيني الجمعة عن وفاة أسير محرر من السجون الإسرائيلية، إثر "تدهور خطير طرأ بشكل فجائي على حالته الصحية"، وقال مدير النادي في محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية "أمجد النجار"، إن "الأسير المحرر جعفر عوض الذي يبلغ من العمر 22 عاماً توفي في مستشفى الميزان التخصصي بالمحافظة، إثر تدهور خطير طرأ بشكل فجائي على حالته الصحية"، وأوضح أن عوض كان يعاني من التهاب رئوي حاد، ومشاكل في التنفس، وضعف شديد في عضلة القلب، إضافة إلى أمراض السكري، وخلل في الغدّة الدرقية والبنكرياس، وهو ما أشبه بشلل في تفاحات العين. وأشار إلى أن ذلك نتج وتضاعف نتيجة سياسة الإهمال الطبي الذي تعرض لها عوض خلال اعتقاله لدى السلطات الإسرائيلية، وحمل النجار، الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عما اعتبره "جريمة اُرتكبت بشكل مبرمج في إطار سياسة الموت والقتل للأسرى"، وفي هذا الصدد، قال إن "هناك علامة استفهام كبيرة تطرح نفسها وبقوة أمام التكرار التصاعدي في مثل ارتقاء المحررين بعد وقت قصير جداً من الإفراج عنهم، حيث أنه وبمجرد الإفراج عن هؤلاء فإنهم يتوجهون مباشرة عبر سيارات الإسعاف للمشافي الفلسطينية ولكن الوقت يكون قد فات". وبحسب النادي فإن "عوض" كان قد أفرج عنه قبل نحو ثلاثة أشهر بعد اعتقال دام نحو عام في السجون الإسرائيلية، وكان قد تعرض للاعتقال عدة مرات سابقة في السجون الإسرائيلية على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، وبدأت حالة الأسير المحرر "عوض" والذي يدرس الحقوق في الكلية العصرية في رام الله بالتدهور منتصف شهر أكتوبر الماضي. ردود فعل الفصائل والهيئات الفلسطينية احتسبت حركة الجهاد الإسلامي الأسير المحرر شهيدا بعد أن قامت سلطات الاحتلال بتعمد حقنه بالمرض أثناء اعتقاله وتعمد إهمال علاجه حتى ساءت حالته الصحية مما اضطرها للإفراج عنه في محاولة لتجنب المسئولية عن حياته، وقالت الحركة "لم تقف عنصرية الاحتلال عند هذا الحد بل إن مستشفيات الاحتلال رفضت استقباله للعلاج، وبقي يصارع المرض حتى استشهد"، كما حملت الحركة مصلحة السجون وسلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة حقنه بالمرض وإهمال علاجه بشكل متعمد مما أدى لوفاته. حمل مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الانسان إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المسئولية الكاملة والمباشرة، عن التدهور الصحي في حياة الأسير المحرر "جعفر عوض" والذي نقل حديثا لإحدى مستشفيات مدينة الخليل بعد تردي وضعه الصحي قبل وفاته بأيام، واعتبر المركز الحقوقي أن "عوض" أحد ضحايا الاحتلال وسياسة الاهمال الطبي التي تتبعها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بحق المئات من الأسرى الفلسطينيين المرضى. من جانبها نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين والحركة الأسيرة في سجون الإحتلال والأسرى المحررين الأسير المحرر وحمل رئيس الهيئة "عيسى قراقع" الاحتلال وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد "عوض"، وطالب المجتمع الدولي بأسره، وتحديدا مجلس الأمن ومنظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة فورية للوقوف عند ظروف مرض الأسير المحرر عوض واستشهاده، وعند كل ما تعرض ويتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وأن يتم وضع حد لهذه الجرائم التي أصبحت نهجا يمارس من قبل مكونات هذا الاحتلال، وأضاف "قراقع" مطلوب رفع قضية الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية بأسرع وقت ممكن. رفع ملف الأسرى للجنائية الدولية انطلاقًا من استخدام الاحتلال الصهيوني ملف الأسرى كورقة ضغط على السلطة والفصائل الفلسطينية، طالبت هيئات فلسطينية برفع ملف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى محكمة الجنايات الدولية بعد انضمام فلسطين رسميًا إلى عضوية المحكمة، وهو ما أكده رئيس اللجنة الوطنية للمتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية "صائب عريقات"، حيث قال إن ملف الأسرى سيكون ضمن الملفات المقدمة إلى محكمة الجنائية الدولية. اسم جديد قيُد في قائمة الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال، ولا تزال المعاناة مستمرة, خاصة مع تصاعد انتهاكات الاحتلال داخل السجون من خلال فرض إجراءات تعسفية بحق الأسرى زادت من معاناتهم وضيقت عليهم معيشتهم بشكل مضاعف، ومنها محاولات فرض التغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام لإجبارهم على فك إضرابهم رغمًا عنهم، وذلك بعد تصاعد حالات الإضراب الفردي داخل السجون، مما يعرض حياتهم للخطر الشديد، كما تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين حيث يقبع في سجون الاحتلال في الوقت الحالي أكثر من 600 حالة مرضية منها 160 حالة مرضية مزمنة.