كتب: سامي سعيد – هند غنيم مازال مسلسل الإهمال داخل المستشفيات مستمراً حتي بعد الانتفاضة التي اجتاحت جميع القطاعات في مصر، خاصة القطاع الطبي، والذي طالما عاني منه المواطنون البسطاء في عهد الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، حتى أصبح الإهمال الجسيم والتقصير سمة غالبة داخل المستشفيات الحكومية العامة والعيادات الخارجية. تجولت «البديل» داخل العيادات الخارجية لمستشفيات القصر العيني أحد أكبر المستشفيات الموجودة في مصر سواء من حيث الإمكانيات أو عدد المرضي، الذي يصل إلي أكثر من 2 مليون مريض سنويا، حسبما أعلن الدكتور فتحى خضير، عميد كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة. تعاني العيادات الخارجية من الإهمال وغياب الرقابة، وكان أبرز المشاهد تعطل بعض مواسير الصرف الصحي "المجاري" أمام العيادات، إضافة إلى جانب القمامة المنتشرة في أغلب الأماكن. وكان من أبرز المشاهد وجود أحد المرضي ملقي أمام العيادات علي السرير، وبه جهاز التنفس الصناعي، وسط حالة من الزحام التى باتت سمة رئيسة لأغلب العيادات والتي نتجت عن كثرة المرضي وقلة الأطباء وسط حالة من العشوائية وعدم التنظيم. المرضي: «بنشوف الأمرين عشان نكشف» تحكي أم وليد، مرافقة ابنها المريض والملقي علي سريره أمام إحدى العيادات، إنه تعرض لحادث سيارة بالطريق الزراعي، ونقل على إثره إلي مستشفي القصر العيني منذ حوالي شهرين، حيث تعرض لكسر في 4 ضلوع والقدم اليسري وجرح في الوجه، بجانب مشاكل أخري في جهاز التنفس. وأضافت أنها تعاني من الزحام وغياب النظام، خاصة أن ابنها لا يستطيع الحركة سوي علي السرير الذي تذهب بها إلي كل العيادات "العلاج الطبيعي، والجراحة، والعظام، والبطن". من جهة أخري، قال أبو شيماء، أحد المرضى، إنه يعاني من بعض الأمراض المزمنة مثل الضغط وفيروس سي، ويأتي مرة أو اثنين إلي العيادات الخارجية، حيث يخرج فجرا من قرية المنصورية شمال الجيزة؛ حتي يستطيع الكشف قبل الزحام، مؤكدا أن المشكلة الأكبر التي تواجهه أثناء الكشف، نقص الأطباء المتخصصين؛ نظرا للغياب المتكرر لهم، متابعا: «مفيش حد بيهتم بنا، وبتشوف الأمرين عشان نكشف ونروح نشوف أكل عشنا». طبيبة: ضعف الإمكانيات وغياب التنظيم.. أبرز المشاكل قالت الدكتورة دليا.أ، أحد أطباء العيادات الخارجية بالقصر العيني، إن مشاكل العيادات الخارجية بالقصر العينى موجودة في كل المستشفيات الحكومية، وتتلخص في ضعف الإمكانيات، وغياب التنظيم، بجانب حالة البلطجة التي تحدث بين الحين والآخر فى ظل غياب الأمن. وتابعت: «إضافة إلى المشاكل الأخرى مثل نقص عدد الأجهزة الخاصة بالأشعة ومعامل التحاليل، بجانب عدم توافر الأدوات الطبية اللازمة لعلاج المرضى الذين يضطرون إلى الخروج من المستشفى لشراء المستلزمات الطبية التي يحتاجونها فى علاجهم، فضلا عن الأدوية الناقصة الخاصة بالتطهير مثل الشاش، والقطن، والبيتادين، وغيرها»، لافتة إلى تواجد شكاوى أخرى من النفايات التي تتواجد بشكل مبالغ فيه فى طرقات المستشفى، بجانب المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي. النقابة: حل مشكلة المستشفيات تكمن فى زيادة ميزانية الصحة وفى نفس السياق، قال الدكتور محمد الجوهرى، عضو نقابة الأطباء، إن القصر العيني مستشفى جامعي، ولا علاقة له بوزارة الصحة، مؤكدا أن الوصول إلى حلول مشاكل المستشفى يتطلب التوجه إلى إدارة مستشفيات جامعة القاهرة. وأوضح "الجوهرى" أن مشاكل المستشفى سببها ضخامة أعداد المرضى التي تتوافد على المكان لتلقى الخدمة العلاجية بالقصر العيني، بجانب ضعف الموارد داخل المستشفى، مضيفا أن الحل يكمن في زيادة ميزانية الصحة التي ستنعكس بالطبع على ميزانية تلك المستشفيات، من خلال توفير الإمكانيات، وبناء مستشفيات أخرى، وزيادة عدد العاملين. واستطرد: «عندما تزيد ميزانية الصحة، سيترتب عليها زيادة الرواتب والأجور الخاصة بطواقم العمل داخل المستشفيات الجامعية، وبالتالى ستحدث طفرة في أداء الأطباء والتمريض والعمال؛ نتيجة الشعور بالرضا عن العمل، وسيظهر ذلك في مستوى الخدمة الطبية المقدمة». وأشار "الجوهرى" إلى أن زيادة ميزانية الصحة سيترتب عليها شراء أجهزة جديدة وتوفير أماكن أكثر تستوعب عدد أكبر من المرضى، وستختفي المخالفات وسينتهى حالة التكدس التي تعانى منها جميع المستشفيات الجامعية، لافتا إلى أهمية دور الرقابة للحد من التجاوزات. الصحة: مستشفى القصر العينى يتبع وزارة التعليم العالى وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن القصر العيني من المستشفيات الجامعية، التي تتبع لوزارة التعليم العالي وجامعة القاهرة، ولا تخضع إداريا لوزارة الصحة. وحاولنا التواصل مع المتحدث الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي؛ للرد على التساؤلات التي طرحت بشأن الأوضاع داخل العيادات الخارجية في المستشفيات الجامعية التي تقع مسئوليتها على عاتق وزارة التعليم العالي في المقام الأول ورؤساء الجامعات في المقام الثانى، لكن لم نصل إلى إجابة.