الإهمال يتسبب في فقد 40 ألف سرير.. والحالات الحرجة الأكثر تضررا أثارت استغاثات أطلقها عدد من الأطباء بالمستشفيات الحكومية الجدل حول الوضع داخل المستشفيات الحكومية، خاصة بأقسام الرعاية الصحية والعناية المركزة، التى يعانى فيها المريض حتى يحصل على دوره لكى يتم فحصه ومن ثم استقباله فى المستشفى لتقديم الخدمة الصحية له. وقد قام "البديل" بجولة ميدانية فى مستشفيات القصر العيني، لرصد المعاناة التى يتعرض لها المريض للحصول العلاج. عشرات من طوابير المرضى يقفون أمام العيادات الخارجية منذ الثامنة صباحا للحصول على تذاكر للكشف، ليدخلوا بعدها في انتظار جديد لدخول العيادة، والكشف الذي يقوم به في الأغلب أطباء الامتياز، لانشعال الأساتذة في العمليات أو المحاضرات. وتزداد المعاناة عند أصحاب الحالات الحرجة، التي يتقرر حجزها أو بقاؤها فى المستشفى، حيث يتم تحويلها إلى القسم التى ستعالج به، وقد لا يوجد سرير لتلك الحالة ليظل الأهل فى حيرة البحث عن سرير فارغ فى أى من الأقسام الأخرى، أو بطلب التحويل إلى مستشفى أخرى تكون عادة القصر العينى الفرنساوى، أو أبو الريش. قالت ثريا محمد، إحدى المريضىات، إنها مصابة بالربو وتعاني من مشاكل كثيرة في الجهاز التنفسي، ومع ذلك لا تتلقى خدمة صحية جيدة، وإنها لا تقدر على دفع تكاليف العلاج فى المستشفيات الخاصة،مؤكدة أن المعاملة فى المستشفيات الحكومية غير آدمية على الإطلاق، ولا تتوافر أماكن لعدد كبير من المرضى الذين ينتظرون فترات طويلة ربما تصل لسنة، وليس أمامهم بديل سوى المستشفيات الخاصة التى لا تراعي ظروفهم المادية وتكاد تجردهم من أموالهم. وقال أحمد عيد، أحد ممرضى قسم الأوعية الدموية ل"البديل" إن القسم الذى يعمل به يستقبل عددا كبيرا من المرضى الذين يصلون فى حالة خطرة، وفى أغلب الأحوال يتم تحويلهم إلى مستشفيات أخرى أقل عددا فى كثافة المرضى. وأضاف عيد، أن أوقات التكدس هى الأوقات التى يكون بها أحداث شغب وعنف وتظاهرات، وهنا من الممكن أن تحدث حالات وفاة بين المصابين نتيجة لعدم توافر أماكن للرعاية. وفى سياق متصل قال الدكتور محمد سعد غزال، مدير قسم الطوارئ بمستشفى معهد ناصر، إن هناك عددا كبيرا من المرضى يعانون بسبب نقص الآسرة فى المستشفيات الحكومية، كالقصر العيني والحسين الجامعى والدمرداش وأبو الريش وغيرها وتابع الدكتور طاهر مختار، عضو رابطة العاملين فى وزارة الصحة، وعضو سابق فى نقابة أطباء الإسكندرية إن هناك عجزا كبيرا بالفعل فى عدد الأسرة بالمستشفيات الحكومية والمستشفيات التابعة للتأمين الصحى، خاصة في قسمي العناية المركزة والحضانات، وهذه مشكلة كبيرة مكلفة بشكل كبيرة لأن المواطن البسيط لا يستطيع تحمل تكلفة السرير فى المستشفيات الخاصة والتى تتراوح بين 3000 إلى 5000 جنيه فى الليلة الواحدة. أشار مختار، إلى أن هناك دراسة أعدت العام الماضى 2013 توضح أن هناك حالة من الانهيار أصابت المستشفيات التابعة لوزارة الصحة حيث قل عددها من 1354 مستشفى تحتوي على 126 ألف سرير في 2006، إلى 646 مستشفى تحتوى على80 ألف سرير فقط فى عام 2012بعجز بلغ 40 ألف سرير، وهذا دليل واضح على إهمال وتقصير وزارة الصحة ومسؤوليتها عن حالة التردى. على الجانب الآخر، نفى الدكتور هشام عطا، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة في تصريحات ل"البديل" ما أثير حول انتقادات الأطباء والعاملين فى المستشفيات التابعة لوزراة الصحة مؤكدا أنه لا يوجد نقص في الأسرة باستثناء وحدة العناية المركزة، وأن العجز هو نتيجة لزيادة أعداد المرضى الذين يعالجون بهذا القسم . وأوضح هشام، أن هناك خطوات تقوم بها الوزارة لحل تلك الأزمة منها إعادة افتتاح عدد من المستشفيات التى كان العمل قد توقف بها منذ فترة مثل مستشفى دار السلام، والتى أعيد افتتاحها الأسبوع الماضى، وبالتأكيد ستخفف من الضغط الملقى على عدد من المستشفيات الأخرى.