* ماجدة موريس : الثورة ساهمت في إنجاح السينما المستقلة وضخت دماء جديدة.. وطارق الشناوى: الجمهور مازالت تجذبه سينما المقاولات * رامي عبد الرازق: لا يوجد عمل واحد يستحق التقييم.. وتحرير 2011 الأفضل كتبت- صفاء عبد الرازق: أشاد نقاد سينمائيون بصعود نجم أفلام الثورة الهادفة على حساب الأفلام التجارية, بعد مرور عام على الثورة المصرية, معتبرين أنها فتحت الباب لخروج عدد من الأعمال من الظلمة إلى النور. وقالت الناقدة ماجدة موريس أن عام 2011 شهد عرض عدة أعمال سينمائية مميزة وإن لم تكن هذه الأعمال حصدت نجاح كبير في شباك التذاكر إلا أنها تنتمي لنوعية خاصة من السينما الغير تجارية مثل فيلم ميكرفون وفيلم حاوي والفاجومي، الذي أعتبره من أهم الأفلام التي قدمت خلال هذا العام، لأنه سيرة لحياة الشاعر المناضل الثوري احمد فؤاد نجم , برغم أن العمل كان مكتوب قبل اندلاع الثورة لكنه أختتم أحداثه ببداية ثورة 25 يناير ،وأتمنى أن يستمر تجسيد مثل هذه الشخصيات التي تعتبر من علامات النضال والحرية في مصر ،لانها تعتبر قيمة كبيرة للمجتمع المصري بما تحمله من رسالة تساهم فى دعم ثقافة المواطن المصري. وأضافت موريس أن فيلم ” المركب” أيضا من الأفلام التي تقدم رؤية مختلفة لشباب الألفية الجديدة، وأيضا فيلم “678′′ الذي تعرض لأول مره إلى قضية هامة وهي قضية التحرش الذي يعاني منه مجتمعنا المصري بشكل متزايد في الأيام الأخيرة. واعتبرت موريس أن تقدم إنتاج السينما المستقلة وتطور شكلها وتنوع موضوعاتها التي قدمتها خلال عام 2011 أضاف إلى السينما المصرية دماء جديدة ، من مخرجين شباب وممثلين وتنوع في الأفكار واختلافها مع ما هو قائم،وأضافت أن فيلم مثل حاوي أو ميكرفون يعبرون عن نوع من السينما المتحررة ، التي كسرت كثير من الأنماط التي تعودنا عليها في السينما المصرية، بالإضافة إلي أنها خرجت عن فكرة النجومية لان النجومية هنا هي العمل أو الفكرة,وليس اسم الفنان، كما حمل لنا عام 2011 عددا من الأعمال التي حاولت محاكاة حدث الثورة مثل فيلم صرخة نملة،وتحرير 2011 ، وليس بالضرورة أنها تكون أعمال علي درجة كبيرة من الجودة الفنية لكنها مجرد محاولات للتواجد الفني. وكان هناك أيضاً فيلم” كف القمر” الذي قدم صور فنيه عديدة بين الرمزية والواقعية للأحداث التي نمر بها حالياً، وأيضا فيلم ” أكس لارج” الذي يقدم كوميدية هادفة بدون ابتذال فى الألفاظ, أما فيلم ” التحرير2011′′ فقد سجل أول تجربة لعرض الأفلام التسجيلية في دور العرض المصرية بشكل تجاري ، وفيلم ” أسماء” الذي قدم صورة المرأة المصرية المقهورة من المجتمع بسبب مرضها. أشارت ماجدة إلى أنه يوجد عددا من شركات الإنتاج خرجت عن السياق التقليدي في إنتاج نوعية مختلفة من السينما تطرح من خلالها أفكار جديدة ومواضيع مختلفة من ضمنها شركة فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي الذي قدم خلال هذا العام عدد من النماذج المختلفة للفيلم المصري كالفيلم التسجيلي ” التحرير 2011′′ وفيلم “أسماء” واعتقد أن الجمهور سيعتاد مع الوقت علي استقبال مثل هذه النوعية وأضف إليهم فيلم “مكروفون” وهو محاولة لخلق روح جديدة للسينما المستقلة وعدم وقوفها عند نمط الموضوعات الواقعية فهو عمل موسيقي شبابي يعرض صورة مغيبة عنا من خلال الفرق الموسيقية الغير مشهورة في مدينة الإسكندرية والتي تقدم نوع مختلف أيضا من الموسيقي الغير سائدة في مجتمعنا الذي أصبح يستورد حتى ثقافته من خلال وسائل الإعلام المفتوحة، وفيلم”حاوى” الذي عوض غياب مشاركة السينما المصرية لسنوات في مسابقات مهرجانات سينمائية دولية حيث طاف الفيلم هو وغيره من الأفلام المستقلة عدد كبير من مهرجانات العالم العربي والغربي وحصد عدد كبير من الجوائز ، لذا أعتبر أن فيلم “ميكروفون” و “حاوى” و”أسماء” هي خير ختام 2011 . وأشارت موريس أن الثورة أخرجت لنا جيل جديد من المخرجين ،هؤلاء المخرجين لديهم أفكار مختلفة وجديدة لأنهم الأقرب إلي ذوق المشاهد ,وأضافت أن هؤلاء المخرجين كانوا موجودين قبل اندلاع الثورة في الشارع وسط الجمهور الحقيقي للسينما ، مثل إبراهيم بطواط و عمرو سلامة , محمد دياب, خالد دياب ،ومحمد حفظى واحمد عبد الله ،وتامر عزت ، فهؤلاء جاءوا مع التغير وربما جاءوا به أيضا. كما أتمني أن أشاهد في 2012 عمل سينمائي مشرف يناسب الحدث السياسي التي تمر بها البلد، فالفنون كلما كانت متقدمة كلما ساعدت على تنمية ثقافة المشاهد. أما الناقد رامي عبد الرزق علق منتقداً جميع الأفلام التي عرضت خلال عام 2011 , واختار فيلم ” التحرير2011′′ كأفضل فيلم رغم أنه فيلماً تسجيلياً ، لكنه أشاد به كأول تجربة لعرض فيلم تسجيلي في دور العرض ،وأشار إلى أن الفيلم عرض في قاعتين فقط بسينما بعيدة عن الجمهور الذي كان ينتظر أن يشاهد هذه التجربة في قلب الحدث أي في احدي سينمات وسط البلد مثلا القريبة من ميدان التحرير، لأن الفيلم يتحدث عن التحرير والثورة ,وأضاف أنه لا يوجد اى جديد في الأعمال التي عرضت خلال عام 2011 ووصفها بأنها أعمال “بايته” وحتى الأعمال التي ضمت بعض من مشاهد وأحداث الثورة لم تكن علي مستوي الحدث الأكبر وهو الثورة. أضاف رامي أنه كان من المنتظر بعد الثورة أن تتغير تركيبة الأعمال التي تعرض بعد هذا الحدث التاريخي لكن ظهرت أفلام مثل” الفاجومى” و “كف القمر” تعزف على نغمة الخطاب السياسي ويوجد بعض المنتجين حاولوا يلعبوا علي جذب الجمهور من خلال الاعمال الكوميدية مثل فيلم ” اكس لارج” وفيلم ” سيما علي بابا” و”سامي أكسيد الكربون” و” أمن دولت”من منظور أن الناس تريد بعض الترفيه والضحك وسط زخم الاحداث القاسية التي نشهدها. وأضاف أن عام 2011 لا يوجد فيلم أعمال ناقشت مشاكل المواطن الناس كانت تنتظر خطاب فني مختلف , ولكن ما حدث هو استغلال شيء للثورة. وابدي رامي تخوفه من أن يشهد عام 2012 أزمة كبيرة في صناعة السينما بسبب وصول التيار الاسلامى للبرلمان. وأشار الناقد طارق الشناوى أن أفضل فيلم عرض في عام 2011 هوالفيلم التسجيلي ” تحرير 2011′′ وافضل فنان كان ماجد الكدوانى وهند صبرى فى فيلم” أسماء” وفيلم “اكس لارج” وافضل مخرج هو احمد عبد الله لفيلم “ميكروفون”. اضاف طارق أنه مازال يوجد جمهور يفضل نوعية السينما الخفيفة في الشكل والمضمون والتي وصفها بسينما المقاولات،وأشار الي أن صناع هذه النوعية لديهم خبرة كبيرة تمتد لسنوات طويلة في تسويق هذه النوعية من الأعمال التي عادة تحصد مكاسب مادية كبيرة لكنها لا تساوي شيئاً في تاريخ صناعة السينما في مصر.