يشهد محيط مصنع الزيوت المتكاملة بمنطقة عتاقة الصناعية بالسويس تجمهر المئات من العمال الذين افترشوا محيط المصنع يأملون عودتهم إلى العمل بعد إغلاق صاحب المصنع أبوابة في وجه العمال وإعلانهم بقرار تصفية وبيع المصنع وتسريح العمالة ردًا على شركات التأمين برفضها صرف خسائر حريق الشركة بالكامل وتأخرها في صرف هذه الخسائر . حيث واصل ما يقرب من 600 عامل من عمال الشركة بخلاف عمال اليومية اعتصامهم أمام أسوار وأبواب المصنع مفترشين الأرض هناك ينتظرون تدخل المسئولين في إعادة فتح أبواب المصنع بعد أن أخطروا وزارة القوى العاملة واللواء العربي السروي محافظ السويس بقرار صاحب المصنع بالغلق، موضحين أنهم خلال 48 الساعة الماضية تم إخطارهم بأن المصنع تم غلقه وتسريحهم، وهو ما سبب لهم حالة من الغضب، مطالبين الدولة بالتدخل حفاظًا على أسرهم من التشرد بعد توقف مصدر رزقهم . وقال "جمال حسن" أحد العمال أن قوة المصنع تبلغ 600 عامل و100 موظف بالمقر الإداري بعباس العقاد فضلًا عن العمالة الموسمية، وقد تلقوا إخطار غلق المصنع بحالة من الغضب لاستغلالهم كورقة ضغط على شركات التأمين لصرف كامل مستحقات الخسائر التي خلفها حريق شب بالمصنع في أكتوبر 2014 الماضي، والتي حصلوا على معظمها وكذلك التلاعب بمستقبلهم وتشريد أسرهم . بينما أضاف "محمود سمير" احد العمال، أن شركات التامين رفضت صرف كامل المبلغ لوجود إجراءات كثيرة تتعلق بالأمان وتحقيقات النيابة ومع الضغط والتهديد بطرد العمال وغلق المصنع وافقت بصرف البعض منها وبالفعل تم صرف ملايين التعويضات، إلا أنه رفض وطالب بصرف كافة الخسائر التي خلفها الحريق، وعند الرفض قام بتنفيذ تهديده بطرد العمال وغلق المصنع . وأكد أن الحريق خلف خسائر في قسم التعبئة وثلاجات حفظ المنتج بنسبة 15% من المصنع، ومازالت باقي الأقسام تعمل بكفاءة مثل التكرير و التبييض وإزالة الشموع الصموغ والتجزئة وحركة الخزانات والميزان والإدارة والمعامل . وقد تم التغلب على تدمير ماكينات التعبئة ب 3 شركات حتى يتم الحصول على التأمين وإعادة إنشاء قسم التعبئة على حسب قول صاحب المصنع و ضرورة الصبر حتى انتهاء التحقيقات وإن كانت كل الشواهد تدل على أن الحريق حدث بفعل فاعل ولكن العمال المغلوبين على أمرهم التزموا الصمت حتى يتم الحصول على ملايين التأمين، وقد حدث وحصل على البعض منها إلا أنه قرر مواصلة الضغط للحصول على كافة المستحقات من الخسائر، واستغلال العمال في هذا الضغط وصت صمت وتجاهل المسئولين بمحافظة السويس . ومن جانبه قال اللواء "العربى السروي" محافظ السويس، إنه يتواصل مع صاحب المصنع والمسئولين بالتأمينات لإعادة تشغيله لعودة العمال، وطالبهم بالتحلي بالصبر حتى انتهاء المشكلة وعودتهم للعمل . فيما قال "أحمد سعيد" المحامى، يجهل الكثير من العمال والموظفين في القطاع الخاص الخطوات والإجراءات التي يجب أن يتبعها ملاك الشركات حال رغبتهم في غلق أو تصفية العاملين بها، وفقًا لما ينص عليه القانون حتى يكون العمال على دراية بها، وهى التأكد من عدم تقديم الطلب أثناء مراحل الوساطة أو التحكيم ومن قيام صاحب العمل بإخطار العمال المنظمة المعنية بالطلب المقدم و الوقوف على الأسباب التي يستند إليها صاحب العمل في الإغلاق، وإعداد تقرير متكامل عن ظروف المنشأة متضمنًا أسباب الإغلاق ونوعه وعدد العمال المطلوب الاستغناء عنهم وجملة أجورهم الشهرية والتنبيه على صاحب العمل بعدم اتخاذ أي إجراء قبل الحصول على موافقة اللجنة المشكلة لهذا الغرض طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 984 لسنة 2003 . ويتم رفع الطلب إلى اللجنة وعرض التقرير عليها ولها أخذ رأى الجهات الأمنية المختصة ولها الاستعانة بمن ترى من الخبراء وتصدر اللجنة قرارها خلال 30 يومًا على الأكثر من تاريخ تقديم الطلب إليها مسببًا ويوقع أعضاء اللجنة على القرار، ويعتمد من المحافظ المختص وإذا كان صادرًا بقبول الطلب وجب أن يشتمل على بيان تاريخ تنفيذه ويخطر صاحب العمل والعمال والمنظمة النقابية المعنية بالقرار، وعلى مكتب العمل المختص التأكد من قيام صاحب العمل بإخطار المنظمة النقابية المعنية بالقرار والتشاور معها لاختيار من سيتم الاستغناء عنهم من العمال وفقًا للمعايير التي يمكن الاستئناس بها في هذا الشأن، كما يجب على مكتب العمل المختص التأكد من تنفيذ صاحب العمل الذي يستخدم حقه في إنهاء العقد لأسباب اقتصادية التزامه بأداء مكافأة العامل تعادل الأجر الشامل لشهر عن كل سنة من الخمس سنوات الأولى من الخدمة وشهر ونصف عن كل سنة تجاوز ذلك، وهو ما لم تشهده الشركة على أرض الواقع . وكانت قد شهدت شركة الزيوت المتكاملة بمحافظة السويس، حريق ضخم بدأ بالثلاجة رقم 5 الخاصة بتخزين المنتج، والمجهزة بخطوط تبريد "الفريون"، ونتيجة لارتفاع درجة الحرارة انفجرت أسطوانات الفريون بالوحدة . حيث شبت النيران لتلتهم الثلاجات الستة بشركة الزيوت المتكاملة، وبدأ رجال الدفاع المدني في السويس في محاصرة النيران التي اندلعت بمخازن الشركة بالمنطقة الصناعية بعتاقة، وأصيب 8 من رجال الإطفاء باختناقات خلال عمليات إخماد النيران والسيطرة على الحريق، وتم إسعافهم داخل سيارات الإسعاف المتواجدة بالشركة . كما امتددت النيران إلى أقسام التعبئة، ومخازن المنتج التام، وقسم التغليف والتعبئة، كذلك وصلت الثلاجات الخمس في الشركة لتقضى السنة اللهب على جميع مخازن الشركة . وقد نجح رجال الدفاع المدني بمحاصرة النيران من خلال 18 سيارة إطفاء تابعة لمحافظة السويس، بجانب 4 سيارات أخرى للجيش الثالث الميداني، كذلك دفعت شركات البترول بعدد 8 سيارات "فوم" تابعة لها، بجانب سيارات الدعم من محافظات أخرى.