ينتظر طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة دائمًا مشاريع التخرج؛ ليعبروا عن قدراتهم الإبداعية، ويناقشوا ما يمر به المجتمع من مشكلات على جميع الأصعدة، تكون في أغلبها سياسية. وكان فيلم «غرفة جهنم» مشروع التخرج الذي حصل على المركز الأول لعام 2011 بعد ثورة 25 يناير، يتحدث عن المواد الدستورية والقوانين التي كانت تنتهك من قبل وزارة الداخلية في فترة المخلوع حسنى مبارك، والتي دفعت الشعب للخروج على نظام ظالم. لكن تكميم الأفواه عاد من جديد بصورة أقزع مما سبق، ويبدو أن كلية الإعلام قررت أن تسير على نهج السلطة الحالية، بعدما قررت منع الموضوعات السياسية والدينية من مشاريع التخرج. «إعلام القاهرة» ترفض السياسة فى مشاريع التخرج: «أوامر من فوق» «في مشاريع التخرج السنة دي ممنوع الموضوعات السياسية أو الدينية عشان متشقش الصف».. هكذا قالت الدكتورة أماني فهمي، المسئولة عن مشاريع التخرج لقسم إذاعة وتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في لقاء لطلاب الفرقة الرابعة بقسم الإذاعة والتليفزيون، مضيفة: «دي أوامر جايلنا من فوق.. السياسة العامة للدولة كدة، والسياسة العامة للجامعة كدة، إحنا ملناش تدخل فيها». وطالبت بالتحدث عن القمامة وإعادة تدويرها والبطاطس، والكوسة، والباذنجان، مما أثارت استياء الطلاب، واعتبرها الكثيرون تكميما للأفواه وقيدا للإبداع وحرية الرأي والتعبير. وتطبيقا لما قالته الدكتورة أماني فهمى، رفضت لجنة "تقييم أفكار مشاريع التخرج"، فكرتين ارتبطتا بالسياسة، الأولى كانت تتحدث عن "السياسة الدولية"، والثانية تتحدث عن "الاحتجاجات السياسية"، ومطالبة أصحابهما باستبدالهما بأفكار جديدة بعيدة عن المواضيع السياسية والدينية. الطلاب: حديث الدكتورة جاء مخيبًا للآمال.. وسنتقدم بشكوى ل«نصار» يقول أحمد حسين، أحد طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة "شعبة إذاعة وتليفزيون"، إن رفض إدارة الكلية مناقشة مشروعات التخرج التي تمت بصلة قريبة أو بعيدة بالسياسية، أحبطت جميع الطلاب، لافتًا إلى أن المشاريع بالفعل يتم التجهيز لها منذ بداية الترم الأول، والقرار صدر الأسبوع الماضي، بعد أن نُفذت المشروعات أو كادت أن تنتهي. وتابع: «سنتقدم بشكوى الأسبوع المقبل إلى الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة؛ لمناقشة الأمر»، مضيفا: «كان على الجامعة أن تخبر الطلاب في بداية العام الدراسي». من جانبها، أكدت هند الكيلاني، طالبة بكلية الإعلام، أن حديث الدكتور أماني فهمي، كان مخيبا لآمال الطلاب، ولم يرتق إلى مرتبة دفعة ستكون ممثلة الإعلام المصرى فى المرحلة المقبلة، وأنهم سوف يتقدمون بشكوى ضدها إلى الدكتور جابر نصار، مضيفة: «بدلًا من أن تشجع الطلاب على إقامة مشروعات ذى مغزى أدبي وثقافي واضح، تطالبهم بعمل مشروعات تخرج عن الكوسة والباذنجان». سلمان: القرار نقطة سوداء في تاريخ كلية الإعلام.. و«نصار» يرفض التعليق وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمع الطلاب بالشكل الذي تتداوله وسائل الإعلام، يعد نقطة سوداء في تاريخ كلية الإعلام بجامعة القاهرة، مضيفا: «من المفترض أن تكون الكلية ميثاق مشرف للصحافة والإعلام المصري، فيكفي ما فعلته القنوات الخاصة من تشويه لصورة الإعلام المصري بالخارج». وطالب "سلمان" بضرورة ترك حرية الإبداع للطلاب؛ حتى يستطعوا تنفيذ مشاريع تخرج تتناسب مع مواهبهم ورؤيتهم الحالية ومعبرة عن الوضع السياسي أو الاجتماعي أو الديني». على الجانب الآخر، رفضت إدارة جامعة القاهرة الإدلاء بتصريحات صحفية حول القرار، بعدما حاولت «البديل» التواصل مع الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لكنه رفض التعليق على الموضوع.