وصلت المفاوضات النووية الإيرانية بين طهران والمجموعة السداسية إلى مرحلة حاسمة، بعد أن تم عقد جولتين أوليتين استغرقتا 7 ساعات بين الوفد الإيراني برئاسة "عباس عراقجي"، والأمريكي برئاسة "وندي شيرمن"، حيث من المفترض أن تنتهي هذه المفاوضات بحل نهائي في الموعد المحدد 31 مارس المقبل. انطلقت المشاورات الإيرانيةالأمريكية الجمعة الماضية في جنيف على مستوى مساعدي الخارجية والخبراء بحضور مساعدة مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "هيلغا اشميت"، واستغرقت 7 ساعات ونصف الساعة، واختتمت المشاورات الفنية بين رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "علي أكبر صالحي"، ووزير الطاقة الأمريكي "ارنست مونيز" في مدينة جنيف السويسرية السبت الماضي، ليخرج الجانبين بتصريحات تبعث على التفاؤل بإنجاز اتفاق قريبًا، حيث قال وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف" إن المسئولين يعتقدون أن المباحثات بلغت مرحلة حاسمة ولابد من اتخاذ قرار جاد وعلى أعلى المستويات، وأوضح أنه تم طلب مشارکة رئيس منظمة الطاقة الذرية "علي أکبر صالحي" في المفاوضات النووية لهذا السبب، وأوضح أن الجانب الأمريكي رحب بالاقتراح الإيراني، وبناء علي ذلك حضر وزير الطاقة الأمريكية أيضا، وأكد "ظريف" "لن نقبل باتفاق سيئ، وطالما لم يحصل أي إجماع حول جميع القضايا فلن يكون هناك أي اتفاق". انضم وزير الخارجية الإيراني إلى وفد بلاده، كما انضم نظيره الأمريكي لوفد واشنطن أيضًا في اليوم التالي، فيما وصل إلى جنيف أيضًا المستشار الخاص للرئيس الإيراني "حسين فريدون" ليلتحق بالفريق المفاوض، في مسعى لتضييق هوة الخلافات بين الجانبين، كما سيتوجه مساعد الخارجية الإيرانية "عباس عراقجي" إلى العاصمة النمساوية فيينا للقاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكيا امانو". أعلن مساعد الخارجية الإيرانية "عراقجي" أن المفاوضات تبحث حالياً تفاصيل الاتفاق النهائي، ووصف الجولة الحالية بأنها ايجابية وجدّية، مؤكداً حرص الجانبين على استخدام خيارات جديدة لتسريع التوصل إلي اتفاق، وكشفت مصادر إيرانية أن المفاوضات تبحث في قضايا حجم كمية اليورانيوم المخصب ونسب التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي لدى طهران. تطالب طهران باتفاق واحد يضم الجانب السياسي والتفاصيل الأخيرة حول الملف النووي وذلك بعد أن رفض المرشد الإيراني "علي خامنئي" عقد الاتفاق النووي علي مرحلتين، أولهما لإبرام اتفاق سياسي قبل 31 مارس، والثاني لإنجاز التفاصيل التقنية قبل الأول من يوليو، كما كان مقرر سابقا في الجدول الزمني. على الرغم من التصريحات المتضاربة حول وجود ثغرات في الحوار أو الحديث عن عقوبات جديدة ضد إيران قد تعوق تقدم المفاوضات، إلا أن معظم تصريحات الطرفين تميل إلى أن المفاوضات جدية وناجحة ودخلت مرحلة حاسمة، حيث تتسابق إيران والقوى الكبرى مع الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي بعد أن تم تمديده مرتين. على صعيد متصل؛ تحاول إسرائيل الضغط على أمريكا بكافة الأشكال لعرقلة توقيع أي اتفاق نووي مع إيران، حتى وصل الأمر إلى حد احتدام الخلافات بين الطرفين، حيث ارتفعت حدة تبادل الاتهامات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" والإدارة الأمريكية، فقد اتهم "نتنياهو" الولاياتالمتحدة بإخفاء تفاصيل هذا الاتفاق, مدعياً علمه بها، لكن هذا الاتهام استوجب رداً من الإدارة الأمريكية، حيث صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جين ساكي"، أن "نتنياهو لا يعلم كما ادعى تفاصيل الاتفاق إذ ما من اتفاق حتى اللحظة"، مشيرة إلى أن التصريحات التي تصدر عن "نتنياهو" ترسم صورة مشوهة لموقف واشنطن، على حد قولها. باشر البيت الأبيض بدراسة خطوات جدية لمعاقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الذي ينوي إلقاء خطاب في الكونجرس بشأن برنامج إيران النووي رغم رفض الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ومن بين الإجراءات التي يدرسها البيت الأبيض مقاطعة المؤتمر السنوي للوبي الأمريكي الداعم لإسرائيل "إيباك"، كما يعتزم البيت الأبيض اتخاذ خطوات إضافية تتمحور حول تغطية إعلامية رافضة لموقف "نتنياهو" من خلال قيام الرئيس الأمريكي ومسئولين عسكريين وأمنيين بإجراء مقابلات مع صحفيين بارزين، حيث ستوضح إدارة "أوباما" موقفها من برنامج إيران النووي، ويقول مسئولون في البيت الأبيض إن الخطوات الأمريكية ستنفذ قبل خطاب "نتنياهو" في الكونجرس المقرر 3 مارس المقبل. لم يسلم "نتنياهو" من انتقادات الداخل الإسرائيلي التي وجهها له خصومه السياسيون، الذين رأوا أن سبب الأزمة التي تمر بها العلاقات الإسرائيلية الأمريكية هو تدخل "نتنياهو" في الشئون الداخلية الأمريكية، مشيرين إلى أن "نتنياهو" بتصرفه هذا يقوض العلاقات الأمنية والإستراتيجية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة.