يبدو أن ميادين مصر ستظل غارقة في الإهمال والبلطجة والتجاوزات، وبدلًا من أن يحقق التزايد الأمني فى الفترة الأخيرة حالة من الاستقرار، لكن مسلسل الفساد مستمر، فميدان «السيدة عائشة»، وتحديدًا أسفل الكوبري، يسيطر عليه دولة البلطجية. يشكو أصحاب سيارات الميكروباص دائما من زيادة التأمينات، والضرائب المقررة، والتراخيص المطلوبة، فضلا عن وغرامات المرور، لكنهم اليوم يعانون من الإتاوات التى يفرضها عليهم بلطجية المواقف، والكارثة أن هذه الفئة الخارجة على القانون تعمل تحت سمع وبصر المسئولين. الانفلات.. لغة المنطقة ولاكتمال مشهد البلطجة والإهمال، يتزايد أعداد الباعة الجائلين فى منطقة السيدة عائشة، حتى تحولت المنطقة إلى جحيم على أصحابها. «حرائق متكررة مش عارفين سببها إيه؟».. كلمات تلفظت بها "أم سيد" بائعة الخضروات عن الحوادث التي تقع في ميدان السيدة عائشة، لافتة إلى أن الميدان كان به مدافن، وتم نقلها فور إنشاء الكوبري، ومازالت هناك جثث تحت الأرض، لذلك يخاف الكثيرون من سكان المنطقة السير فيها ليلا. وأضافت "أم سيد" أن انتشار الباعة الجائلين بأنابيب الغاز، ليس السبب في كثرة حوادث الحرائق، مشيرة إلى أن أغلب الميادين والأسواق الشعبية بها بائعة شاي وطعام، لكن لا تحدث حرائق مثل كوبري السيدة عائشة – على حد قولها. من جانبه، قال أحمد محمد، سائق ميكروباص، إن انتشار البلطجة في ميدان السيدة عائشة، يعود إلى غياب التواجد الأمني، مضيفا أن هناك بلطجية يسيطرون على الميدان، ويفرضون الإتاوات على السائقين والبائعة ومن يرفض يخرجوه من الميدان بعد مشادة كبيرة تصل إلى حد استخدام الأسلحة. وفى نفس السياق، أكد السيد رضوان، صاحب محل بالميدان، أن الأفكار عن وجود لعنة تسبب الحوادث والزحام في ميدان السيدة عائشة، خرافات تناقلها الشحاذون أمام المسجد ووصلت حتى الميدان، لافتًا إلى أن كثرة الحوادث تكون بسبب الانفلات الأمني بالميدان، ومطالبا بضرورة العمل خلال الفترة المقبلة على تطوير ميدان السيدة عائشة، ونقل الباعة الجائلين بعيدًا عن المنطقة. الميدان يحتاج خطة إنقاذ متكاملة الأركان لانتشاله من الإهمال قال اللواء محمد عبد الفتاح عُمر، الخبير الأمني، إن الانفلات الأمني في ميدان السيدة عائشة يعد أمرا خطيرا في الوقت الحالي، خاصة لقرب المنطقة من أماكن سياحية مهمة كقلعة صلاح الدين، الأمر الذى يمكن استغلاله فى تواجد المخربين والإرهابين. وطالب "عبد الفتاح" وزارة الداخلية بضرورة تخصيص قطاع من الأمن المركزي خاص فقط بالعشوائيات والميادين ومراقبتها؛ لمواجهة أي تعديات تحدث، مضيفا أن إنشاء سوق الترجمان لنقل البائعين، كان خطوة جيدة لابد من تنفيذها في السيدة عائشة وغيرها من الميادين، بحيث يكون هناك مكان أو أكثر على مستوى مصر من أجل الباعة الجائلون بدلا من تعطيل الحركة المرورية. من ناحيته، أوضح اللواء حسن البرديسي، القيادي بالإدارة العامة لمرور القاهرة، أن حالة الفوضى المرورية التي يعاني منها ميدان السيدة عائشة، ليست مسئولية إدارة المرور وحده، لكن تقع بالأساس علي عاتق المحليات التي تركت الباعة الجائلين يحكمون قبضتهم علي الميدان ويحتلون الشوارع والأرصفة، وعدم إيجاد حلول لمشكلاتهم، موضحا أن الميدان يحتاج إلي خطة شاملة للتطوير تشارك في تنفيذها كل مرافق المحافظة لإعادة الوجه الحضاري للميدان. «النقل»: جارى العمل على إصلاح الكوبرى.. وتفكيكه مستحيل لم يتوقف الإهمال بمنطقة السيدة عائشة عن ذلك، فكل يوم تتزايد المطالبات بضرورة تفكيك كوبري السيدة عائشة، بعد أن أثبتت الدراسات الهندسية تسببه في وقوع العديد من الحوادث. أوضح محمد سامي، مدير قطاع التطوير بوزارة النقل، أن تفكيك الكوبري وإعادة إنشائه في الوقت الحالي، أمر مستحيل، لافتًا إلى أنه ضمن خطط الكباري التي ستجرى به تعديلات قريبة وصيانة عاجلة. وتابع "سامي" أن الهيئة العامة للطرق والكباري ووزارة النقل، ليس لهم يد في تمدد الفساد حتى وصل الكوبري، مؤكدا أن العيوب الفنية المتواجدة في الكوبري، جاري العمل على إصلاحها في الوقت الحالي.