يعيش المصريون بين آمال عريضة لحياة أفضل، وواقع مشوه يرتسم على كوبري «الملك الصالح» المؤدي إلي طريق دار السلام والمعادي، والذي أنشئ بهدف تحقيق سيولة مرورية بالطريق المؤدي إلى المعادي، إلا أن أهميته لم تحول بينه وبين الفساد والإهمال، فخلال العام الأخير وقعت حوادث كثيرة بسبب جسم الكوبري الذي أصابه الشيخوخة وتآكلت فواصله وانهارت أرصفته، ما أصاب السيارات بخسائر فادحة، في الوقت الذي تناسى فيه المسئولون إصلاح الكوبري أو تطويره. التقطت "البديل" عددا من الصور التى توضح وجود فتحات بين فواصل الكوبري، وتؤكدا أنه مهدد بالانهيار في أي لحظة. يقول بدر عاطف، موظف، إن احتياجات الكوبري تتمثل في إعادة رصفه، بخاصة عند النزلة المؤدية إلى طريق المعادي، إضافة إلى توفير نظم صيانة شبه دورية على الكوبري، لافتًا إلى أن الفواصل المتواجدة في نهاية الكوبري مر عليها شهور، ولم يتحرك أحد لإصلاحها، على الرغم من تهديدها لجسم الكوبري ذاته. وأضاف "عاطف" أن الفترة المسائية وخصوصًا بعد غروب الشمس، يزداد التكدس على الكوبري بأعداد كبيرة جدًا، حتى أنه في بعض الأحيان يكون هناك صعوبة للسيارات في مرور تلك الفواصل المتواجدة على الكوبري. من جانبه، أكد محمد أبو علي، سائق ميكروباص بطريق المعادي، أن المحافظ في آخر زيارة له وعد الأهالي بترتيب الحي بأكمله، إضافة إلى وضع كوبري "الملك الصالح" في حيز التطوير، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم يتحرك أحد، مطالبا الجهات المسئولة بسرعة التحرك وتصليح الفواصل بنهاية الكوبري؛ لأنها تمثل خطورة على السائقين والسيارات في ذات الوقت. على الجانب، قال الدكتور عيسي عبد الله، أستاذ الطرق بهندسة عين شمس، إن هناك عيوب هندسية في تخطيط كوبري الملك الصالح، أهمها المنحنيات الحادة ومسافات الرؤية الضعيفة التي لا يتمكن قائد السيارة من اتخاذ قرار سليم في وقت مناسب، لافتًا إلى أن فتح كل النزلات التي توجد في نزلة الكوبري، ستؤدي إلي انهيار الطرق بشكل كامل. وأوضح "عبد الله" أن خطة تطوير الكوبري وإصلاحه، لابد أن تكون ضمن الخطط العاجلة والسريعة للهيئة العامة للطرق والكباري، مؤكدا أن الإهمال في الفواصل التي توجد على الكوبري ستؤدي إلي انهياره. وفى نفس السياق، أكد محمود فودة، خبير الطرق، أن الفواصل والتصدعات التى تحدث في جميع الكباري في الوقت الحالي ترجع إلى سوء إنشاء وإقامة الكوبري منذ البداية، مشيرا إلى أن الكباري تنشأ بشكل جيد ومن ثم تهملها الدولة ولا تجعل هناك صيانة عليها بشكل مستمر. وتابع "فودة" أن كوبري الملك الصالح والفواصل المتواجدة به، من الممكن إصلاحها حتى لا تسبب أزمة للسيارات أو المواطنين، موضحا أن الدولة تتخاذل كثيرًا في التطوير وتهيئة الطرق. ومن الناحية الأخرى، قال محمد سامي، مدير قطاع التطوير بوزارة النقل، إن الوزارة لم يصل إليها أي شكاوي بخصوص كوبري الملك الصالح، مؤكدا أنه فور العلم بالمشكلة يتم التنسيق مع هيئة الطرق والكباري؛ من أجل الإصلاح. واختتم "سامي" بأن الوزارة ستتحقق من مشكلة كوبري الملك الصالح من ناحية طريق المعادي، وإذا تبين صحتها فسيتم التحرك على وجهه السرعة.