المنتفعون يطالبون بفتح باب لتيسير دخول المشترين رئيس الحي: السور تراث اسكندراني وجزء من خطة تطوير الميدان لم تنته معاناة الباعة الجائلين بميدان محطة مصر بالإسكندرية بتلسيمهم "الباكيات" من قبل المحافظة، بل وجدوا أنفسهم أمام معاناة أخرى بعد اكتشافهم أن السعر الذي حددته المحافظة أقل بكثير من الذي دفعوه، بينما لم يجد البعض الآخر مكانًا له في تلك المساحات الصغيرة، فضلاً عن إقامة الأكشاك خلف الميدان بالشكل الذي يفرض على المشتري عبور سور حديدي طويل ليصل إلى البائع، مما يجعل من التوجه إلى محل آخر أمرًا أسهل. قال وائل عبد المحسن، بائع جوارب متنقل، إن من استطاعوا الحصول على الأكشاك هم تجار حي العطارين الذين لهم نفوذ وأملاك بالمنطقة وبعض ممن لهم يد في الحي، بينما لم يحصل البعض من باعة ميدان محطة مصر على شئ، ولم تدون أسماؤهم في كشوف المطالبين بحق الانتفاع. واتهم عبد المحسن، زميلاً لهم كان مسؤولا عن جمع أسماء الراغبين في الحصول على الأكشاك بإدراج أسماء أشخاص آخرين بعيدين كل البعد عن هؤلاء المستضعفين والفقراء، حيث قام بحجز باكيات لأشخاص يقطنون بمدينة توشكى، "ومالهومش في البيع والشراء" على حد قوله. وتابع، إن هذا الشخص يحصل على 3 آلاف جنيه من البائعين لإدراج أسمائهم، وإنه حينما طلب منه وضع اسمه في الكشوف رفض بحجة اكتمال العدد، مضيفًا: "الناس تعتبرنا ضمن البلطجية، وعايز لو ابني عدى عليا يلاقي أبوه واقف في حتة نظيفة بدل الشارع". لم يتوقف حال عبد المحسن، عند هذا الحد، بل إن شرطة المرافق قامت بإزالة بضائعه التي أنفق عليها أموالاً كان سيحصل بثمنها على وحدة سكنية، إلا أنه نتيجة ذلك مازال يسدد إيجار سكنه إلى الآن. وطالب السيد عبد العزيز، بائع اكسسوارات تليفونات محمولة، المحافظة بالسماح لهم بإزالة جزء من الحاجز الحديدي المحيط بالأكشاك وإحلاله ببوابة حديدية تغلق في نهاية اليوم بالأقفال، مضيفًا: "الزبون بيخاف، بيبقى عايز يلف لكن بسبب طول المسافة بيمشي". وقال محمد عبد العظيم، أحد الباعة، إنهم يتواصلون مع زبائنهم من خلف الأسوار بسبب ذلك السور الحديدي، كما أنهم تسلموا الأكشاك على حالتها الأولى "صاج" وتحملوا نفقات تشطيبها وتركيب التند، إلا أنها في حاجة إلى بعض أعمال الصيانة، حيث تتخلل الأمطار أسقف الباكيات، ولا يتم جمع القمامة أو الاهتمام بأسلاك الكهرباء. ووجه رسالة إلى اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية، قال فيها: "اعمل حسنة عشان الناس تفتكرك بيها قبل ما تمشي وكمل جميلك للآخر زي السيسي"، موضحًا أن المشترين يأتون من محطة القطار غرباء عن الإسكندرية ويخشون التوجه إلى الباب الوحيد الخلفي، وبالتالي يتحملون خسائر مادية. وأضاف إبراهيم مصطفى، أحد الباعة، أن أغطية بالوعات الصرف الصحي البلاستيكية غير صالحة وتسقط بمجرد المرور فوقها، والباكيات ظلت على لونها الموحد وكأنها سجن، كما أن الكهرباء تقطع باستمرار. وتابع: "الشارع أحسن والدخل قل، هي اتعملت بيزنس، قطعوا من رزقنا وحبسونا". من جانبه قال اللواء محمد عبد الرازق، رئيس حي وسط، ل"البديل"، إن السور الحديدي المحيط بالباكيات والمواجه لسنترال محطة مصر يعد من التراث، ولأنه يقع ضمن تخطيط الميدان منذ سنوات فلا يجوز تغيير أي شئ فيه. وأوضح أن الباكيات المفتوحة 10 باكيات فقط، بينما المغلق منها 290، ولها مدخلان، مضيفًا: "اللي يخليني أنزل من بيتنا أروح سوق شيديا مش هقدر ألف" كما أن "زنقة الستات" مثال حي، فالمشتري يتجه مباشرة إليها دون وضع اعتبارات المداخل في حساباته. وفيما يتعلق ببيع الباكيات بسعر أعلى مما حددته المحافظة، قال عبد الرازق، إن الباعة ارتضوا "جمعية الباعة الجائلين" للتحدث باسمهم، وهي جمعية مشهرة قام الحي بالتنسيق معها لجمع الأسماء فقط، ولا دخل للحي بما قد تكون قد جمعته من أموال إضافية. وعن لون الباكيات، أكد عبد الرازق، أنها يجب أن تكون موحدة اللون، مشترطًا أن يتوجه الباعة إلى المهندس هشام سعودي، مهندس ديكور الباكيات، للحصول على تصريح بإضفاء لون موحد عليها، ولكن عليهم الالتزام بلون موحد.