شهدت عدة دول عربية وإسلامية مسيرات منددة بمجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، التي نشرت رسوما مسيئة للإسلام في عددها السابق في صورة متطرفة وعنصرية تتنافي مع حرية التعبير والرأي التي تتحدث عنها الصحيفة، حيث تواصلت موجة الإدانة والاستنكار في الأوساط العربية والإسلامية بسبب إقدام صحيفة على نشر رسم كاريكاتيري يسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). لم ترعى الصحيفة المتطرفة مشاعر المسلمين حول العالم، بل أثارت الوضع أكثر مما قد يزيد من حالة الاستقطاب في أوروبا بعدما خدمت مصالح اليمين المتطرف والنازيين الجدد في فرض سياسياتهم العنصرية على أرض الواقع . ففي القدس، تظاهر الفلسطينيون أمس بعد انتهاء صلاة الجمعة، وخرج المئات من المصلين في مسيرة نصرة للنبي محمد (ص) في ساحات المسجد الأقصى منددين بما نشرته صحيفة شارلي إيبدو. أما في الأردن، فقد خرج الآلاف في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، والتي نظمتها "اللجنة الوطنية الأردنية لنصرة النبي"، وقبل أن يصل المشاركون إلى منطقة "الدوار الثالث"، حيث مقر السفارة الفرنسية، حدثت مناوشات بين قوات الدرك والمتظاهرين، الذي أصروا على وصول قافلة المسيرة إلى مقر السفارة. كما خرج آلاف الجزائريين بعد صلاة الجمعة في تظاهرة احتجاجا على الرسوم ، وحاول أفراد الشرطة الذين انتشروا بكثافة في شوارع العاصمة ، منع المتظاهرين من التقدم نحو ساحة الشهداء، لكن المحتجين تمكنوا من الزحف نحو بعض الشوارع الفرعية المؤدية إليها قبل أن يعود أغلبهم إلى ساحة "أول مايو" التي انطلقوا منها. وفي نواكشوط تظاهر آلاف الأشخاص وأحرقوا العلم الفرنسي، وحاول المتظاهرون الوصول إلى السفارة الفرنسية في وسط العاصمة، لكن قوات الأمن منعتهم، فأقاموا منابر عرضية قرب المنطقة أ، وهتف المتظاهرون: «أنا مسلم»، و«نحن هنا للدفاع عن الرسول»، و«لن نقبل إهانة الرسول، ونند الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بنشر "شارلي إيبدو" لرسوم مسيئة للنبي، وقال في كلمة مقتضبة أمام آلاف المواطنين،: "إن المساس بالمقدسات لا يجب خلطه بحرية الرأي والتعبير". أما في زندر، ثاني مدن النيجر، فقد أحرق متظاهرون المركز الثقافي الفرنسي، الجمعة مندده بالعدد الأخير لصحيفة شارلي ايبدو. بدورها نددت إيران مجددا بنشر الرسوم، في حين أعلن عن إلغاء تظاهرة احتجاجية ضد الصحيفة، وأعلن الطلاب منظمو التظاهرة إلغاءها معلنين، وفق وكالة أنباء فارس الإيرانية، أنها ستنظم يوم الاثنين القادم أمام السفارة الفرنسية في طهران بانتظار الحصول على تصريح من السلطات. وفي العاصمة السودانية الخرطوم، خرج أكثر من ألف شخص عقب صلاة الجمعة من الجامع الكبير في تظاهرة مندده برسوم المجلة ، وجاب المتظاهرون عدداً من شوارع العاصمة الرئيسية وهم يحملون لافتات كتب عليها "الموت للفرنسي شارلي إيبدو"، و"نطالب فرنسا بالاعتذار"، و"إلا رسول الله"، ومنعت قوات شرطية المتظاهرين من التوجه لمقر السفارة الفرنسية التي تبعد نحو 15 كيلومتراً من مكان تجمعهم بشارع القصر، وسط الخرطوم، وسمحت لهم بأن يجوبوا بقية الشوارع التي تعطلت فيها حركة المرور نسبياً.