شهد أمس الجمعة عدد من الدول العربية تظاهرات امتدت لاشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا اعتراضا على قيام صحيفة "شارلى ايبدو" بنشر صور مسيئة للرسول، ولم تمنع المسيرات التى خرجت فى فرنسا لمساندة الصحيفة التيارات الإسلامية فى البلدان العربية من التظاهر، يأتى هذا فيما فضلت مصر الصمت باستثناء بيانات حكومية وصفها متابعون بأنها ضعيفة للغاية . والبداية كانت مع النيجر، حيث ذهب ضحية تلك التظاهرات 4 قتلى بينهم ضابط شرطة، أثر اندلاع تظاهرات عنيفة فى البلاد احتجاجًا على الرسوم المسيئة للرسول وأحرق المتظاهرون مبنى المركز الثقافى الفرنسى فى زندر، ثانى أكبر مدينة فى البلاد. وبعيدًا عن النيجر، فإن باكستان هى الأخرى لم يقف التيار الإسلامى مكتوف الأيدى بل قامت الشرطة الباكستانية بإطلاق عبارات تحذيرية واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين ينتمون للفرع الطلابى لحزب الجماعة الإسلامية، كانوا يحتجون بعد صلاة الجمعة ضد صحيفة "شارل ايبدو" أمام قنصلية فرنسا فى كراتشى مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات الأخرى. وفى الجزائر العاصمة، أصيب عدد من أفراد الشرطة خلال اشتباكات بعد اندلاع أعمال شغب فى ختام مسيرة للتنديد بالصحيفة الفرنسية الساخرة "شارل إيبدو"، وقد شارك فى المسيرة مئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يهتفون "الله أكبر"، ورفعوا لافتات كتب عليها "أنا محمد" باللغتين العربية والفرنسية للاحتجاج على الرسوم المسيئة التى نشرتها الصحيفة. أما فى الأردن، فقد خرج الآلاف فى مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسينى الكبير وسط العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، والتى نظمتها "اللجنة الوطنية الأردنية لنصرة النبي". وقبل أن يصل المشاركون إلى منطقة "الدوار الثالث"، حيث مقر السفارة الفرنسية، حدثت مناوشات بين قوات الدرك والمتظاهرين، الذى أصروا على وصول قافلة المسيرة إلى مقر السفارة. وفى العاصمة السودانية الخرطوم، خرج المئات عقب صلاة الجمعة من الجامع الكبير بوسط الخرطوم فى تظاهرة للتنديد برسوم المجلة الفرنسية انتهت دون وجود أية أعمال عنف مع الشرطة . الاشتباكات التى ضج صداها فى المنطقة العربية كانت بالنسبة لدول أخرى فضلت النوم العميق، سحابة لن تؤثر على مستوى العلاقات السياسية والدولية مع فرنسا، ومن بين تلك الدول مصر التى كان ينتظر إسلاميون فى القاهرةأان تكون انتفاضتها قوية خاصة وأن الأزهر الشريف متواجد بين جدرانها . واكتفت القاهرة ببيان صدر عن وزارة الأوقاف نددت فيه بالرسوم المسيئة ومطالبة الصحيفة الساخرة بمراعاة مشاعر المسلمين وعدم إثارتهم بتلك الصورة المسيئة للرسول . وقال حازم خاطر منسق حركة صامدون، إن الردود التى خرجت من النظام الحالى على نشر الرسوم المسيئة ضعيفة للغاية مطالبا الدولة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا إضافة إلى سحب السفير المصرى من فرنسا وطرد سفير فرنسا أيضًا من القاهرة . وأوضح، أن الدولة تنتفض للسيسى ولم تنتفض للرسوم، مؤكدًا أنه يجب على الدولة معاملة فرنسا مثل معاملة تركيا وقطر متهما الإعلام بالسير وراء إرضاء النظام السيسى وعدم الاهتمام بإرضاء الله عز وجل .
وكان قد نشرت الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارل إيبدو" فى عددها الجديد لرسم كاريكاتيرى جديد نسب إلى النبى محمد (ص)، بعد الهجوم الذى تعرضت له فى 7 يناير الماضى وأسفر عن مقتل 12 شخصًا.