تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلية مجموعة من الحفريات، حول وأسفل المسجد الأقصى، بدأت أولى هذه المراحل بعد حرب 1967حيث تم هدم حي المغاربة الملاصق لحائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، حيث تم جعل باب المغاربة مدخلا لجنود الاحتلال الصهيوني والمستوطنين إلى ساحات المسجد، ومنذ ذلك الحين بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية بإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى بدعوى البحث عن"هيكل سليمان". منذ يونيو 1967 تمت أغلبية الحفريات حول الحرم القدسي بمبادرة مؤسسات حكومية إسرائيلية أو منظمات يهودية، وأعلن البحث التاريخي العلمي هدفا رسميا لها، ولكن الزعامة الفلسطينية اعتبرت هذه الحفريات محاولة لاستيلاء على مواقع ذات أهمية دينية إسلامية وحتى اتهمت إسرائيل بمحاولة لتقويض أساسات المساجد المتواجدة في الحرم القدسي. يتركز التوتر اليهودي الإسلامي في عمليات الحفر والبناء التي قامت وتقوم بها منظمات يهودية والحكومة الإسرائيلية حول الحرم القدسي. بعد الحرب تبلورت حالة قائمة بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينيين المقدسيين، وحسب التفاهمات بين الجانبين بقى الحرم القدسي تحت سيطرة الوقف الإسلامي المقدسي وحظرت الحكومة الإسرائيلية على اليهود الصلاة داخل الحرم القدسي، أما حارة المغاربة المهدومة، فأقامت الحكومة الإسرائيلية مكانها ساحة لاحتشاد المصلين اليهود، وكذلك بادرت الحكومة الإسرائيلية حفريات أثرية على طول السور الغربي للحرم القدسي من جانبه الخارجي. ويسمى هذا المشروع بأنفاق هاكوتل. ثبتت قوات الاحتلال الإسرائيلية في شهر فبرايرمن عام 2007 كاميرات لتصوير أعمال الحفريات التي تقوم بها حول المسجد الأقصى، وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن أوضح المؤشرات تؤكد تزايد المخاطر والتهديدات على المسجد الأقصى، حيث نشرت السبت الماضي صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالا، يؤكد أن مجموعة من الحاخامات اليهود اجتمعوا لمناقشة إقامة الهيكل الثالث على انقاض المسجد، ونشرت الصحيفة صورة لعدد من الحاخامات والمهندسين الذين يدرسون خريطة المسجد الأقصى. ويشير الموقع إلى كتاب البروفيسور الإسرائيلي "روني الينبلوم" بعنوان "الأجراس تدق من أجل الأصوليين والعلمانيين"، حيث في جزء من الكتاب ناقش مستقبل المسجد الأقصى، والذي يشير إليه اليهود باسم جبل الهيكل، ويوضح الموقع الكندي أن الورق لم يتعرف على هوية الحاخامات الذين ظهروا في الصورة، ولكن من الأكيد أحدهم الحاخام "يسرائيل ارييل" رئيس معهد الهيكل، السلطة الدينية التي تعتبر الأكثر حماسا لتدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل على انقاضه. ويضيف "جلوبال ريسيرش" أن البحث شمل الحاخام "يهودا عتصيون" والذي كان مسؤولا عن تنفيذ مذبحة جامعة الخليل التي خلفت 15 قتيلا من الطلبة، وكان أيضا مسؤلا عن تنفيذ ثلاث محاولات اغتيال رؤساء بلديات منتخبين في الضفة الغربية، أحدهم نجى من الاغتيال ولكنه مصاب باعاقة دائمة، ويلفت الموقع إلى أن "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعهد لملك الأردن بعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، ولكن "ميري ريجيف" أحد أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه "نتنياهو" أعلنت أنها لن تسمح باستمرار الوضع الراهن في المسجد الأقصى، مؤكدة صدرو عدد من القوانين التي تعزز السيادة اليهودية على المسجد. ويوضح "جلوبال ريسرش" أن القناة العاشرة الإسرائيلية نقلت عن "ريجيف" يوم الخميس الماضي أن تكريس السيادة اليهودية في المسجد الأقصى يعد أهم تجسيد للسيادة السياسية والدينية والثقافية للشعب اليهودي على أرضه، ولفتت القناة إلى أن هذا الرأي يدعمه وزراء الاقتصاد والإسكان "نفالتي بينت" و"أوري أريئيل"، بالإضافة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع "زائيف اليكن"، ورئيس كتلة التحالف في البرلمان "داني ليفين". تتبع إسرائيل سياسة صهيونية ممنهجة، مخطط رسمه اليهود منذ عقود، حيث يعتبر تهويد المسجد الأقصى، هدفا رئيسيا تنفذه إسرائيل بانتظام، إذ تقتحم قواتها العسكرية المسجد الأقصى من حين لآخر.