يوم 8 ديسمبر 1972 اغتال الموساد الإسرائيلى المناضل الفلسطينى محمود الهمشرى، الممثل غير الرسمى لمنظمة التحرير الفلسطينية فى فرنسا، عن طريق زرع عبوة ناسفة فى بيته بباريس. ففى صباح ذلك اليوم، اتصل شخص ب «الهمشرى»، وادعى أنه صحفى إيطالى يطلب إجراء حوار معه، وتم تحديد مكان اللقاء فى مكتب المنظمة، وفى هذه الأثناء زرعت عناصر من الموساد عبوة ناسفة فى بيت الهمشرى، انفجرت وأصابته بجروح بالغة فى الفخذ، ونقل إلى مستشفى بباريس، وظل يخضع للعلاج دون جدوى حتى توفى يوم 10 يناير عام 1973. تداولت الصحافة الفرنسية رواية أن «الهمشرى» أصيب بالإصابة التى أودت بحياته أثناء تحضيره شحنة ناسفة فى بيته. رفضت دولة الاحتلال دفن الشهيد في مسقط رأسه «طولكرم»، ورفض إمام جامع باريس «حمزة بو بكر» فتح باب الجامع أمام الجموع التي احتشدت لتأبين الشهيد، مما أدى إلى صدامات عنيفة مع الشرطة الفرنسية التي اعتقلت على إثرها العشرات من المُشيعين. فى النهاية، أقيمت صلاة الجنازة على الشهيد، ودفن في مقبرة «بير لا شيز»، بحضور حشد هائل من الجمهور والأصدقاء والمتضامنين معه ومع قضية وطنه.