"التهاب الجلد العقدي" أحد الأمراض المستوطنة في مصر، وهو مرض جلدي فيروسي مُعدٍ خطير يصيب الأبقار، وينتقل بشكل أساسي عن طريق لدغات الحشرات، ويتميز إكلينيكيًّا بالحمى والظهور المفاجئ لعقد على معظم أنحاء جلد الحيوان مع التهاب الأوعية الليمفاوية وأوديما بالأرجل ومقدم الصدر. دورة المرض الطويلة تسبب إهدارًا متصاعدًا لحالة الحيوانات المصابة مثل الهزال وانخفاض إنتاج اللبن وكذلك العقم والإجهاض، كما يسبب تلف الجلود، الأمر الذي يعد خسارة اقتصادية فادحة للمربين، ونسبة الإصابة المسجلة في مصر 31 %، ونسبة النفوق 2%. ظهر المرض للمرة الأولى في زامبيا عام 1929، ثم انتشر في القارة الإفريقية جنوباً في زيمبابوي ثم في جنوب إفريقيا ثم في كينيا، ثم اتجه شمالاً، حيث ظهر في السودان عام 1970، وظهر للمرة الأولى في مصر عام 1988 في محافظتي السويس والإسماعيلية، وامتد انتشاره خارج إفريقيا وفى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1989. من جانبها كشفت الدكتور سهير عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة أنه تم اكتشاف بؤرتي اشتباه لمرض الجلد العقدي إحداهما بمحافظة الشرقية، وظهرت أعراض المرض على حالة واحدة، والأخرى بالعامرية بمحافظة الإسكندرية، وظهرت الأعراض المرضية على 15 رأسًا من العجول البقرية، لافتة إلى أن كل الحالات التي تم اكتشافها هي مجرد حالات اشتباه، ولم يتم تأكيدها حتى الآن في المعامل المركزية التابعة للوزارة. وأوضحت عبد القادر أن الجلد العقدي يعد من الأمراض الفيروسية المتوطنة في مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويتم التحصن منه بصفة دورية كل تسعة أشهر بلقاح حي مستضعف، ويتم التحصين للأغنام والأبقار فقط دون الجاموس؛ لأنها لا تصاب بهذا المرض، مشيرة إلى أن قيمة التحصين 5.5 جنيهًا سنويًّا، موضحة أن التحصين لا يمنع دخول المرض لجسم الحيوان، ولكن يقلل من تأثير الإصابة على الناحية الإنتاجية للحيوان، بالإضافة إلى تقليل ظهور الأعراض، وهذا معناه ضرورة الحفاظ على الحيوانات وتربيتها في بيئة ملائمة تراعى فيها معايير الأمان الحيوي الواجبة في هذا الشأن؛ لمنع الحشرات وخاصة الباعوض من التواجد بأماكن التربية؛ لأنه الوسيلة لنقل المرض من الحيوان المصاب إلى آخر سليم. وأرجعت رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي ظهور حالات مرضية كل عام إلى تقاعس المربين عن تقديم الحيوانات للتحصين في المواعيد المقررة، الأمر الذي يؤثر على الحالة المناعية للحيوانات؛ مما يجعلها عرضة للإصابة بالمرض، هذا بجانب الاعتقاد السائد لدى المربين بأنه لا ضرورة لتحصين الحيوانات طالما لم يظهر المرض في المنطقة، وأن التحصين واجب فقط عند ظهور حالات أصيبت بالفعل، مناشدة المربين سرعة الإبلاغ عند ظهور أي حالة مشتبه بها بالمرض؛ للبدء الفوري في اتخاذ إجراءات التحصينات لرءوس الماشية السليمة؛ لرفع مناعتها وتقليل الآثار الضارة على إنتاجية الحيوان والمترتبة على الإصابة بالمرض، كانخفاض معدل إدرار اللبن وانخفاض معدل التحويل لحيوانات التسمين، بالإضافة إلى إصابة العضلات بالمرض؛ مما يجعل لحومها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، مؤكدة أن نسبة النفوق نتيجة الإصابة بهذا المرض لا تزيد عن 10 %، وأن هذه النسبة تعتمد على سرعة الاستجابة للحالة المرضية للعلاج المتمثل في المضادات الحيوية وبعض العلاجات الظاهرية للتقرحات المتواجدة على جلد الحيوان. وقال هاني محمد طبيب بيطري إن الإصابة بمرض الجلد العقدي يؤثر على القيمة الاقتصادية للحيوان، حيث إن الفيروس يتسبب في أن يفقد الحيوان أكثر من نصف وزنه، كما أن الجلد الحيواني لا يمكن الاستفادة من مزاياه في عمل الصناعات الجلدية؛ بسبب إصابته ببثور، وهو ما يعد كارثة على مستوى الاقتصاد القومي في حالة انتشار المرض بين المواشي بشكل كبير، ولذلك يتم الحجر على الحيوانات المصابة ومنع انتقالها أو خروجها في بيئة أخرى؛ حتى لا ينتشر المرض، خاصة أنه ينتقل عن طريق الحشرات. وأشار إلى ضرورة الاعتناء بالمواشي بصفة دورية؛ حتى يتم التغلب على المرض ويمنع انتقاله وتأثيره بالسلب على الثروة الحيوانية، مضيفًا أن هناك العديد من الطرق السهلة التي يمكن من خلالها وقاية المواشي من الحشرات المسببة للمرض، عن طريق الحرص على نظافة مكان تربية الحيوانات ونظافة الأرضيات وجعلها جافة طوال الوقت والاعتناء بتغذية الحيوانات على علائق متكاملة لرفع المناعة لمقاومة الأمراض.