انتخابات الكنيست المقبلة المقرر إجراؤها في مارس 2015 القادم، سوف تشهد صدامات قوية بين قوى اليمين الصهيوني بقيادة "بنيامين نتنياهو" الذي يطمح لرئاسة الحكومة المقبلة، وقوى المعارضة الإسرائيلية التي تحاول توحيد صفها من أجل التصدي لليمين المتطرف خلال الانتخابات المقبلة. تُعد هذه الانتخابات المقبلة هي الأكثر ضبابية في تاريخ الانتخابات البرلمانية السابقة، لا سيما في ظل الوضع الداخلي المضطرب الذي تشهده الحياة السياسية، نتيجة عدة أحداث متلاحقة أدت إلى تعميق الخلاف بين أعضاء الإئتلاف الحكومي، خاصة بين رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزير المالية "يائير لابيد" ووزيرة العدل "تسيبي ليفني". الوضع الراهن داخل تل أبيب يشهد الكثير من الخلافات السياسية التي لم تقتصر على أعضاء الإئتلاف الحكومي أو قوى اليمين واليسار فقط، بل امتدت لتشمل قوى التيار الواحد سواء اليمني أو اليساري، فبرغم تودد "نتنياهو" إلى قوى اليمين عبر إقرار بعض القوانين المتشددة حيال الاستيطان أو يهودية الدولة، إلا أنه يتخوف من تنامي نفوذ هذه التيارات المتشددة خلال الفترة المقبلة بزعامة وزير الاقتصاد "نفتالي بينيت". المعارضة الإسرائيلية تسعى جاهدة خلال هذه الأيام لجمع كلمتها وخوض الانتخابات المقبلة في تكتلات حزبية تضم عدد من الأحزاب والحركات الصغيرة بهدف عدم تشتييت الأصوات، فضلا عن أن هذا التوحد سوف يعزز من موقفها أمام حزب الليكود بقيادة "نتنياهو" ويضمن لها مكانة بارزة في الحكومة المقبلة. هذه الصراعات الدائرة لم تقتصر على الوضع الداخلي بين الأحزاب السياسية فيما بينها فقط، بل تدخلت بعض العوامل الخارجية لتضع تأثيرها على سير ونتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث أكدت موقع "ديبكا" القريب من الدوائر الاستخباراتية في تقرير له اليوم أن الإدارة الأمريكية بقيادة "باراك أوباما" لا تدعم "نتنياهو" في المعركة الانتخابية المقبلة. التقارير الإعلامية التي أشارت إلى موقف "أوباما" من الانتخابات البرلمانية المقبلة داخل تل أبيب، استشهدت بعدد من التصريحات التي صدرت عن رئيس حزب هناك مستقبل "يائير لابيد"، حيث أكد الأخير أن "نتنياهو" لن يكون رئيس الحكومة المقبلة، وهو الأمر الذي فتح الباب للتكهنات حول من هو رئيس الحكومة المقبلة إن لم يكن نتنياهو؟. التصريحات الأخيرة التي صدرت عن "نتنياهو" تعكس مدى تخوفه من نتائج الانتخابات المقبلة سواء من ناحية توحد صفوف اليسار ضد اليمين، أو أن تأتيه الطعنه من نفس التيار اليميني الذي ينتمي إليه من خلال وزير الخارجية "أفيجدور ليبرمان" أو الاقتصاد "نفتالي بينيت"، أضف إلى ذلك بعض التحديات التي يواجهها في الانتخابات الداخلية بحزب الليكود والقائمة النهائية التي سيخوض بها الحزب الانتخابات المقبلة. يبقى توحد قوى المعارضة الإسرائيلية خلال الانتخابات المقبلة، بحيث تنضم بعض الأحزاب الصغيرة مثل كاديما أو الحركة إلى الأحزاب اليسارية الكبيرة أمثال العمل بزعامة هرتسوغ، مفاجئة سوف تفرض الكثير من النتائج والتحديات أمام قوى اليمين الصهيوني حال نجاح هذه الخطوة.