انطلقت خلال الأيام القليلة الماضية انتفاضة جديدة تحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم" للنزول فى فعاليات مجهولة فى يوم 28 من شهر نوفمبر الجاري، وذلك وسط غموض من الجهات المشاركة أو القوى التى وراء تلك الدعوة فعلى الغرم من أن القوى الثورية تؤيد أى تظاهرات أو فعاليات تنادى بالمطالب التى طالما كانت ترفعها إبان ثورة ال 25 من يناير من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية"، إلا أن تلك القوى أعلنت رفضها القاطع لتلك الدعوات لأسباب منها سياسية وأخرى لها علاقة بغموض ما سيحدث هذا اليوم وهو ما أكده رامى شعث، القيادى بجبهة طريق الثورة "ثوار"، أنه بالفعل تمت دعوة جميع القوى الثورية من جانب الجبهة السلفية للمشاركة فى "انتفاضة الشباب المسلم" يوم 28 من شهر نوفمبر الجاري، مؤكدًا أن جميع القوى الثورية رفضت تلك التظاهرات أو المشاركة فيها وذلك لأن التظاهرة تعتبر تظاهرات إقصائية. وأضاف شعث، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، إن القوى الثورية إذا شاركت فى تظاهرات يجب أن تكون شاملة وعامة بجموع الشعب المصرى سواء مسلم أو مسيحى أو بهائى أو غيره بالإضافة إلى وضوح المطالب التى تنادى بالحريات والديمقراطية والكرامة. وفى ذات السياق، قال خالد إسماعيل، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل، إن الحركة لم تتلق أى دعوات رسمية من جانب أى جهة بشأن المشاركة فى التظاهرات التى تعرف باسم "انتفاضة الشباب المسلم"، واصفًا تلك الدعوات بأنها دعوات طائفية مستقطبة لفئات معينة وليست تهدف للشعب المصرى بأكمله. وأضاف إسماعيل، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن القوى الثورية جميعها ترفض التواجد فى أى تظاهرات من تلك النوعية التى وصفها بالغامضة، مشيرًا إلى أن الدولة وقوات الأمن متحفزة بشدة لذلك اليوم وسط مخاوف وحالة من الرعب لدى المواطنين لما سيحدث خلال فعاليات هذا اليوم. وأشار القيادى ب 6 إبريل إلى أن القوى الثورية فعالياتها على مدار السنوات الماضية تكون معلنة وبأهداف معينة وعلى رأسها أن تكون تلك الدعوات سلمية ضد نظام ديكتاتورى استبدادى قمعي، على حد تعبيره. ومن جانبه، أوضح هشام فؤاد، المتحدث الإعلامى باسم حركة "الاشتراكيون الثوريون"، أن الجبهة السلفية لم توجه أى دعوات للحركة بشأن المشاركة فى انتفاضة الشباب المسلم، مؤكدًا رفضهم القاطع لمثل تلك الدعوات التى وصفها بأنها تخدم فى الأساس الثورة المضادة وتعمل على تقسيم أطياف المجتمع لمسلمين وأقباط. وأضاف فؤاد، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن السلطة الحالية هى المستفيد الوحيد من تلك الدعوات لأنها بذلك تفتت الوحدة الثورية التى تعمل عليها القوى الثورية فى الفترة الحالية وتقسم القوى على أساس الدين والعقيدة. وعلى صعيد الأزهر، فكان له موقفه الخاص بدعوات تلك التظاهرات، حيث أكد محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، أن من يرفع المصحف فى مظاهرات يريد استخدام الإسلام لأغراض سياسية، ولا يهمه أن يقصم ظهر الأمة مثلما حدث فى الماضي، مؤكدا أن من يدعو إلى رفع المصاحف لا يهمه الدماء وإحداث انقسام فى الأمة. وأضاف مهنا، فى تصريحات تليفزيونية، أن الشعب المصرى لن يقع فى فخ من يريد استخدام الدين فى أغراض وأهدف سياسية وتجارة بالدين، مضيفًا أن دعوة مظاهرات 28 نوفمبر هدفها إسقاط النظام عن طريق شعارات دينية.