نشرت عدد من وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية خلال اليومين الماضيين أنباء متضاربة حول إصابة ومقتل زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، مما أثار العديد من التساؤلات عن مستقبل التنظيم الإرهابي حال مقتل "البغدادي"، كما أن هذه الأنباء سلطت الضوء على باقي القيادات في داعش، بالاضافة إلى أنها فتحت باب النقاش حول زعيم داعش القادم، وهل تم الاتفاق على القيادي الذي سيخلف "البغدادي" أم لا؟. مقتل البغدادي..نبأ متكرر هذه الأنباء التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام حول مقتل أو إصابة زعيم التنظيم المتطرف خلال اليومين الماضيين لا تُعد الأولى من نوعها، حيث سبق وأن تم تناقل هذه الأنباء في عدة أوقات سابقة، فمنذ عام تقريبا تم نشر أنباء تحدثت عن مقتل "البغدادي" 6 مرات على وجه التحديد، لكنه لم يتم تأكيد هذه الأنباء واتضح فيما بعد أنها مجرد أخبار كاذبة. دور البغدادي لم ينته بعد نشر هذه الأنباء بين الحين والآخر دون إسنادها إلى مصادر معتمدة، يثير عدة تساؤلات حول ما هي الجهة التي تقف وراء بث هذه الأخبار والترويج لها؟، وما هي أوجه الاستفادة منها؟، إلا أن البعض يرى أن "البغدادي" لم ينته دوره التخريبي بعد في المنطقة؛ حتى تقرر الجهات التي صنعته التخلص منه مثلما تم مع "بن لا دن". عندما نتحدث عن استهداف قيادات التنظيمات الإرهابية لابد من الإشارة أن الهيكل الشبكي للعديد من هذه الجماعات الإرهابية يجعلها مرنة للغاية، وبالتالي فإذا اتفقنا أن مهمة "البغدادي" انتهت عند تشكيل التنظيم، فمن الصعب أيضًا أن يستهدف التحالف الدولي بغاراته "البغدادي"، فضلًا عن أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الضربات التي تستهدف "البغدادي" يمكن أن يكون مشكوك في فعاليتها؛ لأن الغرب يعتبر قيادة البغدادي مهمة لداعش، فأثرها الرمزي والنفسي أمر لا جدال فيه. داعش تنظيم على النهج الغربي نشرت صحيفة تليجراف البريطانيّة خلال الشهر الماضي الهيكل التنظيمي لداعش بما يعرف ب «مجلس وزراء» داعش، حيث اتبع التنظيم الذي يزعم سعيه إلى إقامة الخلافة الإسلامية النهج الغربي في هيكلة التنظيم وتسمية القيادات، في المركز الثاني جاء مباشرة "أبو مسلم التركماني" واسمه الحقيقي فاضل الحيالي الذي يشرف على عمليات التنظيم في العراق، وكذلك في نفس المركز يوجد "أبو علي الأنباري" الذي يتولى إدارة عمليات التنظيم الإرهابي في سوريا، بعدها ينقسم التنظيم الإرهابي إلى ثلاثة أقسام، وهي الوزراء، ومكتب الحرب، بالإضافة إلى المحافظين. على رأس الوزراء وأبرزهم كان «أبو قاسم»، واسمه عبدالله أحمد المشهداني، وهو مسؤول استقبال العرب وتأمين الانتحاريين بالاضافة إلى مسؤول البريد في التنظيم أبو هاجر العسافي، ويأتي أبو صلاح، واسمه موفق مصطفى الكرموش وهو مسؤول المالية في التنظيم. "التركماني والأنباري"..أبرز المرشحين في ما يخص خليفة "البغدادي" القادم، قالت لورين سكواير، الباحثة في معهد دراسات الحرب بأمريكا: "يُرجح أن يكون لدى داعش قائمة محددة من الخلفاء المحتملين للبغدادي..نحن أمام منظمة شديدة التعقيد ولديها هرمية قوية وبالتالي فإن البغدادي يمكن أن يكون قد اختار خليفته بنفسه أو أن مجلس الشورى حدد ذلك مسبقا. وتشير المعلومات أن لدى البغدادي، إلى جانب مجلس الشورى، مستشارين مقربين هما أشبه بالنواب بالنسبة إليه، أولهما أبومسلم التركماني، والثاني أبوعلي الأنباري، وبحسب الترجيحات الأمريكية، فإن التركماني والأنباري أبرز المرشحين لقيادة التنظيم بعد "البغدادي". ويضيف نيومن أن التركماني لديه فرصة جيدة لخلافة البغدادي بحال مقتله قائلا: "يجب أن يكون لدى خليفة البغدادي مؤهلات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، وهذا يجعل التركماني مرشحا محتملا." وتشير التقديرات الأمريكية إلى أنه في حال مقتل البغدادي فإن فرص انكماش "داعش" أو تعرقل عملها ليست كبيرة، ويقول اللواء المتقاعد في الجيش الأمريكي، جيمس ماركس، إن التنظيم "سينتقل إلى مرحلة جديدة يتطور معها تحت ظل قيادات جديدة" . خلافات داخل التنظيم يقول نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق، إن الأنباء التى تم نشرها حول مقتل أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش منذ فترة قد تكون بشكل كبير صحيحة، مؤكدًا أن هذا الخبر سيكون له تأثير على التنظيم، ولكن ليس بالكبير لأن التنظيم لديه بدائل يمكن أن يخلفوا "البغدادي" فى حال تعرض قائد التنظيم للقتل، موضحا أن لدى تنظيم داعش مجلس شورى يتم اختيار شخص من داخله لقيادة التنظيم. وأضاف نعيم أن «مبايعة خليفة جديد لزعيم التنظيم تتم فى حالتين فقط: الأولى عند مقتل الأمير، والثانية عند إصابته بعجز»، مؤكدا أن مقتل البغدادى وغيره من قيادات داعش لن تنه التنظيم، وفى حال نجاح التحالف الدولى فى القضاء على القيادات الحالية للتنظيم سيتشعب لتنظيمات عدة تحمل نفس الاسم، وسيزعم كل أمير منهم قيادته لداعش، وسيظل التنظيم متواجدا ولن يتم القضاء عليه فى الأفق القصير. وأشار «نعيم» إلى أن هناك خلافات قوية داخل التنظيم حول المناصب القيادية ستتسبب فى التعجيل بتفكيك داعش، لكنها لن تتمكن من إنهاء وجوده، منوها إلى أن داعش تحاول رفع معنويات مؤيديها بنفى خبر مقتل أو إصابة البغدادى، خشية تراجع مؤيديها عن فكرة ما يزعمون بأنه «الخلافة» و«الدولة الإسلامية».