قال موقع أوول أفريكا إن الأزمة الأمنية والسياسية تضاءلت منذ اتفقت الأطراف المتناحرة على الدعوة لانتخابات مبكرة في شهر فبراير المقبل، لكن أحد الأسباب الجذرية للأزمة تمثل في حق المشرعين لتغيير الأحزاب و "عبور الحد الأدنى" في البرلمان الذي لا يزال مصدرا لعدم الاستقرار حيث تسيطر على السلطة السياسية في ليسوتو مجموعة من الأطراف المختلفة وتلك هي المشكلة الرئيسية . وتابع الموقع أن أهم العوامل التي كانت خلف انهيار الحكم في المملكة، هي الائتلاف الضعيف من الشركاء السياسيين المتعارضين ، والذي تسبب في تأخر تنفيذ مختلف الاتفاقات الموقعة من قبل قادة التحالف المتناحرة في ليسوتو . وتابع الموقع أن النموذج الانتخابي الحالي لليسوتو يسمح لمجموعتين من مقاعد المجلس الوطني: مقاعد الدوائر الانتخابية فيها مرشح واحد الذي يحصل على معظم الأصوات لكي يفوز بمقعد (وتسمى أيضا "التعددية البسيطة" ). ليسوتو تعرضت لأزمة انقلاب عسكري في مطلع شهر سبتمبر الماضي ، وذلك بعد اجتياح قوات الجيش لمراكز الشرطة في العاصمة ماسيرو ومصادرة أسلحتهم وزيهم الرسمي بعد اقتحام مساكن الضباط ، ليسفر الأمر عن سقوط قتيل وإصابة أربعة في صفوف قوات الأمن بالمدينة. وقبل ساعات من قيام الجيش بمحاصرة مقر إقامته، همّ رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة المجاورة لجنوب إفريقيا توماس ثاباني، بالفرار في وقت مبكر من السبت الماضي، بعد أن وصف ما حدث ب"الانقلاب على النظام الحاكم"، وفي مسعى منه لاستعادة مملكته الجنوبية طلب ثاباني من دول الجنوب الأفريقي، خلال الجلسة الطارئة بضرورة إرسال قوة لحفظ السلام التابعة ل"سادك" إلى هناك وبأقصى سرعة. وفي المقابل ، نفت القيادة العسكرية في جيش ليسوتو نيتهم تنفيذ أي انقلاب أو الإطاحة بثاباني، مؤكدا أن ما حدث كان مجرد إجراء أمني نفذه الجنود ضد أفراد الشرطة، بعد أنباء تداولت عن تخطيطهم لتسليح "فصيل سياسي" في أثناء تظاهرة كان من المقرر لها أن تنطلق في غضون أيام. أما فيما وراء أزمة ليسوتو فيرجع إلى الاضطرابات الناتجة عن صراع على السلطة بين ثاباني، الذي تدعمه الشرطة، ونائب رئيس الوزراء موثيتجوا متسينج، الذي يحظى بولاء الجيش ، حيث انطلقت شرارة التوتر بين الطرفين منذ أن أوقف ثاباني البرلمان عن العمل في يونيو الماضي، في ظل احتدام الصراع داخل الائتلاف الحكومي على مدار عامين كاملين.