طلب رئيس وزراء ليسوتو توماس ثاباني من دول الجنوب الأفريقي إرسال قوة لحفظ السلام إلى مملكته الجبلية لاستعادة النظام، وكان ثاباني فر إلى جنوب أفريقيا - التي تحيط أراضيها بليسوتو- في وقت مبكر فى الرابع من الشهر الجارى قبل ساعات من قيام الجيش بمحاصرة مقر إقامته واجتياح مراكز الشرطة في العاصمة ماسيرو فيما سماه رئيس الوزراء انقلابا. وكانت وحدات تابعة للجيش في ليسوتو حاصرت مباني الحكومة والشرطة، وسمع دوي إطلاق نار في هذه المملكة الجبلية الصغيرة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الرياضة تيسيلي ماسريبان قوله إن قوات من الجيش سيطرت على المقر العام للشرطة، وقامت بالتشويش على بث الإذاعات والاتصالات الهاتفية في البلاد، وانتشروا حول مقر إقامة رئيس الوزراء ومقري، إنهم يشوشون على الهواتف ويشوشون على كل شىء، مرجحا أن ذلك قد يكون انقلابا عسكريا. وقال جيش ليسوتو إنه لم يحاول الإطاحة بثاباني، لكنه تحرك ضد أفراد شرطة يشتبه في أنهم يخططون لتسليح فصيل سياسي، حيث قتل شرطي بالرصاص وأصيب أربعة آخرون. وقال دبلوماسيون إن الاضطرابات ناتجة عن صراع على السلطة بين ثاباني الذي تدعمه الشرطة وموثيتجوا متسينج نائب رئيس الوزراء الذي يحظى بولاء الجيش، وتصاعد التوتر منذ أوقف ثاباني - الذي اتهم متسينج بتدبير الانقلاب - البرلمان عن العمل في يونيو الماضي وسط صراع داخل الائتلاف الحكومي الذي مضى عليه عامان، واجتمعت الترويكا الدفاعية والأمنية لمجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) والتي تضم وزراء خارجية دول "جنوب أفريقيا وناميبيا وزيمبابوي" طوال الليل مع ثاباني ومتسينج لمحاول ايجاد تسوية سلمية للأزمة. وقال مسئولون إن ثاباني طلب دعما عسكريا من سادك التي تضم 15 من دول الجنوب الأفريقي، كما اجتمع ثاباني ومتسينج الأسبوع الماضى مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي يترأس الهيئة الدفاعية والمنية في "سادك"، ووافقت المجموعة الإقليمية على إرسال وسيط للمساعدة في حل الأزمة، وبدوره قال سامونيان نتسكيلي، مساعد ثاباني: "ناشدنا قوة السلام التابعة لسادك التدخل". وفي ماسيرو خيم هدوء مشوب بالحذر على المدينة، وقال مفوض الشرطة إن جنودا من الجيش نفذوا مزيدا من الغارات على منشآت للشرطة ومساكن للضباط واستولوا على أسلحة وأزياء للشرطة، وهذا يعني أن الشرطة لن يكون بمقدورها أداء واجباتها العادية، وأخليت مراكز للشرطة وفر بعض الضباط عبر الحدود لجنوب أفريقيا. وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إنها "تشعر بقلق بالغ للغموض الذي يكتنف العملية السياسية وحالة الأمن العام في عاصمة ليسوتو"، وطلبت من أفراد عائلات أعضاء البعثة الأمريكية ممن لا يعملون مغادرة البلاد. وقال ثاباني إنه عزل قائد الجيش اللفتنانت جنرال كنيدي تلالي كامولي وعين البريجادير مابارنكوي ماهاو ليحل محله، لكن في اليوم التالي قال كامولي إنه ما زال ممسكا بقيادة الجيش. وليسوتو أو مملكة ليسوتو، هى مملكة في داخل اتحاد جنوب أفريقيا تحيط بها من جميع الجهات، تبلغ مساحتها 30 ألفا و355 كيلو مترا مربعا، أرضها جبلية في مجملها، تتمتع بمناخ معتدل في المناطق المنخفضة، وبارد على المرتفعات ولاسيما فصل الشتاء، وليس لها على حدودها منفذ بحري أهم وأعلى جبالها هو جبل "دراكينسبيرج" وأعلى قمة هى قمة ثابانا نتلينيانا (3482 مترا)، وأهم الأنهار نهر ماخالينج، معظم سكانها من الأفارقة. ويقدر عددهم في سنة 2009 م بحوالي 2 مليون و67 ألف نسمة، وعاصمتها "ماسييرو"، وتبادلت كل من بريطانياوجنوب أفريقيا السيطرة عليها حتى نالت استقلالها عام 1966، وأهم منتجاتها المنسوجات والحرف اليدوية والقمح والذرة، وتربية الأبقار والماعز والأغنام، ولغة سكانها "السبوتو" وهى لغة محلية، إلى جانب اللغة الإنجليزية، وهى اللغة الرسمية.