وصلت تجارة هرمونات ومحفزات النمو النباتية والمبيدات الإسرائيلية المحظورة فى مصر للدرجة التى أصبحت فيها سيناء مرتعا لتلك التجارة المحرمة، وتهافت المزارعون عليها فى العديد من المحافظات المصرية والتى تشتهر بزراعة الخضراوات مثل الطماطم والبطيخ والكانتلوب والفراولة وذلك بغرض زيادة إنتاجية بعض هذه المحاصيل وتضخيم حجم الثمار. وأكد محمد عبد المجيد هندى رئيس اتحاد العمال والفلاحين خلال تصريحات للبديل، أن عمليات تهريب المبيدات فى مصر تفاقمت فى السنوات الأخيرة حيث بلغت النسبة المئوية المقدرة لاستخدام المبيدات المهربة فى مصر نحو 60 – 70% من إجمالى المبيدات المستخدمة فى الأسواق المصرية إلا أن أشد أنواع المبيدات ضرراً بصحة الإنسان تلك المهربة عبر إسرائيل من خلال الأنفاق البرية فى رفح. وأضاف أنه فى مسح استقصائى من نشطاء الاتحاد المصرى للعمال والفلاحين بمدينة الصالحية الجديدة والتى يستأجر معظم أراضيها أبناء قبائل العريش، أن 80% من أنواع البذور المستخدمة مهربة من إسرائيل ومن أشهر أصناف بذور الطماطم المهربة (أوربت عادى) ويقوم مزارعو الطماطم باستخدام ما يطلق علية "الخلطة السرية" – نتحفظ على تركيبتها! وهو أحد الهرمونات المهربة من إسرائيل. و يتم رشها على الطماطم بعد عمر 40 يوما حيث تزيد من حجم حبة الطماطم إلى الضعف، ويزن كيس هرمون "الخلطة السرية" حوالى كيلو جرام ويكفى قرابة الفدان ويستخدم على ثلاث مراحل متتالية حيث يستخدم أولا أثناء النمو الخضرى لشتلات الطماطم ثم فى بداية التزهير وعقد الثمار والمرحلة الأخيرة بعد عقد الثمار بحوالى أسبوع ويوجد نوعان من الهرمونات المستخدمة على نباتات الطماطم أحدهما سائل ويباع السنتيمتر منه بحوالى 90 – 120 جنيها ويتم رشه على محاصيل الخضر وخاصة الطماطم والخيار والنوع الثانى يكون فى صورة مسحوق بودرة يزن حوالى كجم ويبدأ سعره من350جنيها!. وتابع قائلا الكارثة الحقيقية أنه يتم توزيع هذه النوعية من الهرمونات والمبيدات الإسرائيلية المهربة من خلال مدينة العريش إلى كثير من المناطق الزراعية الصحراوية مثل شمال سيناء وطريق الإسماعيلية والنوبارية والصالحية الجديدة وطريق الأسكندرية الصحراوى وترعة السلام والفيوم والأسكندرية. وهناك مافيا منظمة لتهريبها حيث يوجد شركات زراعية مصرية حصلت على توكيلات لشركات إسرائيلية زراعية مثل شركات "حزيرا" و"أفريدم" والتى تقوم بتوريد جميع المستلزمات والخامات الزراعية عبر الأنفاق فى رفح والموانى المصرية تحت أعين الحكومة. والغريب أن كثيرا من المزارعين على دراية كاملة بأضرار هذه الهرمونات المجهولة المصدر على الزراعة ولكن تنامت العقيدة لديهم بأن عدم استخدام الهرمون يؤدى إلى خسارة المزارع حيث يجزم بعضهم أن الفدان المعامل بالهرمون تصل إنتاجيته إلى نحو 1500 قفص طماطم بينما لا يتعدى إنتاج الفدان غير المعامل بالهرمون إلى 500 قفص فقط. كما وجد أن جميع العبارات المدونه على العبوات المستخدمه باللغة العبرية وتحمل اسم المركب التجارى باللغة الإنجليزيه "Oraset 20%" وعند السؤال وجد ان الشعار المدون اسفل علم إسرائيل المطبوع على العبوة هو (اشترى كل ما صنع فى اسرائيل) وان المركب منتج بمدينة (نتاينا الإسرائيلية)، وتشير الإرشادات إلى رش الأوراق كل 10 أيام على درجة حرارة 12 درجة أو أقل، خلال موسم الشتاء فقط ويستخدم كل 10 جرامات من المستحضر لكل 10 لترات مياه. كما يحتوى الكيس على تحذيرات بعدم وصول المركب إلى الأشجار المجاورة للطماطم أثناء عملية التطبيق حيث يحتوى على المادة الفعالة (acetochlor) وهى عبارة عن مجموعة من مبيدات الحشائش لها تأثير مشابه للهرمون وغير مسموح بتداولها على الخضار والفاكهة حيث يؤدى استخدامها على الثمار إلى حدوث انقسامات بشكل سريع وعشوائى مما يزيد من حجم ووزن الثمرة. اكد تقرير لخبراء الزراعة بالاتحاد أن تراكم هذه المواد فى الثمار وتناول الإنسان لها بشكل تراكمى يؤدى الى حدوث اورام سرطانية كما انها مصنفة عالميا كمبيد حشائش وليس هرمون وتسبب خلل هرمونى فتؤثر على خصوبة الجهاز التناسلى للذكور ورغم أن هذه المادة مسموح باستخدامها كمبيد حشائش على الذرة حيث يتم استخدامها قبل الزراعة لمكافحة الحشائش النجيلية وبعض الحشائش عريضة الأوراق وهى لا تحدث تأثيرات ضاره لنبات الذرة حيث إن متبقاتها على محصول الذرة يتم هدمها عن طريق الارتباط بمركب "الجلوتاثيون" داخل نباتات الذرة، وتصنف طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية ضمن المواد الأشد خطورة والمسببة للسرطان كما أن هذه المواد تسبب خللاً هرمونياً يؤثر على جهاز المناعة للإنسان وتؤثر على خصوبة الجهاز التناسلى للذكور. وذكر التقرير أن هذه المركبات سريعة الانتشار فى الجسم البشرى وتصل للدم خلال دقائق معدودة من تناول الثمار المعاملة ومن الهرمونات الإسرائيلية الشهيرة المحظورة دولياً والتى يتم تهريبها عبر الأنفاق هرمون "تومست" والذى يحتوى على المادة الفعالة N – m – tolylphthalamic acid ويستخدم هذا الهرمون خصوصاً لنباتات الطماطم والباذنجان لتكبير حجم الثمار بارتفاع كمية المياه وانخفاض نسبة المادة السكرية وأن تناول هذه الثمار يسبب النزلات المعوية واحتمال الإصابة بالأورام السرطانية. ويتم تهريب مجموعة كبيرة من المبيدات المحظور استخدامها فى منظمة الصحة العالمية ومفوضية الاتحاد الاوروبى ووكالة حماية البيئة الأمريكية حيث يؤدى استخدامها إلى إمكانية حدوث الاورام السرطانية والتأثير على الغدد وتسبب اضطراب فى وظائفها مما يؤدى إلى نقص أو زيادة هرمونات الذكورة والأنوثة وخروج كائنات غير محددة الجنس وهو ما تأكد عالميا فى بعض الكائنات البحرية كالأسماك والحيتان والزواحف. ووجه محمد هندى -رئيس اتحاد العمال والفلاحين- نداء إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بأن ظاهرة تهريب المبيدات والهرمونات الإسرائيلية التى تقودها مافيا منظمة التهريب لإدخالها إلى مصر خطر يهدد الامن القومى وأنه من أجل القضاء على الشعب المصرى انتبهوا فإن مستقبل أولادنا وأحفادنا فى خطر ونحن أمام قضية أمن قومى، فهل يستجيب السيسى للنداء من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الشعب المصرى والأراضى الزراعية من الهلاك؟