في الوقت الذي تعكف فيه أمريكا على وضع استراتيجية مواجهة تنظيم داعش في العراقوسوريا، نفذت طائرات "رافال" الفرنسية طلعات استطلاعية فوق العراق انطلاقا من إحدى القواعد الجوية في الإمارات، وخرج الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" معلناً أنه أعطى الضوء الأخضر لشن ضربات جوية ومشاركة التحالف الدولي بقيادة الرئيس الأمريكي "أوباما" في مكافحة داعش، مؤكداً أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى العراق، وأن غاراتها ستستهدف التنظيم داخل العراق حصراً، في إشارة إلى عدم المساس بالأراضي السورية. ومع بدء أمريكا في العملية الجديدة بالشرق الأوسط، سارعت باريس تحت قيادة "أولاند" للوقوف بجانب واشنطن، خاصة وأن "أوباما" وصف فرنسا ب "الشريك الصلب". النهج الفرنسي اختلف كثيرا خلال ولاية "نيكولا ساركوزي" الذي اتسم بالقوة، والقدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن الضغوط الأمريكية، عن النهج الحالي، فمنذ تولى الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" وهو يعتبر الشريك الرئيسي بل الوحيد في الكثير من العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط التي تخشي إدارة "أوباما" أن تنخرط فيها بشكل فردي، بعكس قرار "ساركوزي" الرافض لمشاركة الإدارة الأمريكية بالتدخل في العراق عام 2003. فرنسا اتخذت نفس الموقف الحالي الداعم للإدارة الأمريكية العام الماضي عندما هدد "أوباما" بالتدخل العسكري في سوريا بعد مزاعم استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية بالغوطة الشرقية، حيث أبدت فرنسا استعدادها التام لمشاركة أمريكا في هذه الضربة عقب رفض بريطانيا وألمانيا المشاركة في العملية الأمريكية، ومنذ ذلك الحين أصبحت فرنسا شريكا قويا لأمريكا بديلا عن بريطانيا في العمليات العسكرية بمنطقة الشرق الأوسط.