ذكرت مجلة "ذا ديبلومات" اليابانية أنه خلال جولة الرئيس الصيني "شي جين بينج" في جنوب آسيا التي شملت جزر المالديف، وسريلانكا، والهند، كان من المقرر مسبقا أن يتوقف أيضا في إسلام آباد، لكن عدم الاستقرار السياسي في باكستان أدى لتأجيلها. واعتبرت المجلة اليابانية أن الرئيس الصيني أضاع بذلك فرصة كبيرة بعدم تحديد موعد لزيارة رئاسية لأفغانستان، البلد الذي يواجه تحولات سياسية وعسكرية شاقة هذا العام، فقد كان بإمكانه استبدال مخططه بالتوقف في إسلام آباد بزيارة لأفغانستان، لكنه اختار عدم القيام بذلك. في فبراير الماضي كان قد تحدث الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته "حامد كرزاي" مع "بينج" على هامش دورة الألعاب الأوليمبية بسوتشي، حيث نقل أمله بأن تسير الانتخابات الرئاسية الأفغانية بسلاسة، وتتجه أفغانستان نحو تحقيق السلام والاستقرار الدائم، لكن هذا لم يحدث في أفغانستان، فلم تسير الانتخابات بسلاسة، ولا يزال المتنافسان في معركة كبيرة حول مراجعة الأصوات، فضلا عن مسألة تشكيل حكومة وطنية بعد إعلان النتيجة، لذا كان من الممكن أن يظهر "بينج" بزيارته اهتمام الصين برؤية إذا كان سيلتزم الطرفان بالخطة الأمريكية أم لا. وتضيف المجلة أن مع الإفلاس الذي على أعتاب الحكومة الأفغانية، كان من الممكن أن تقدم الصين المساعدة المباشرة أو المستقبلية، وكان سيكون هذا رائعا لبكين، حيث أن الصين مستثمر بالفعل في أفغانستان، لكن مساهمتها في المساعدات الأجنبية المباشرة صغيرة، على الرغم من أن استثماراتها ب 3.5 مليار دولار كأسهم للصين في الموارد الطبيعية الغير مستغلة تظهر التزام الصين المتنامي في أفغانستان، لكن كان بإمكانها بذل المزيد لتظهر كشريك رئيسي لهذا البلد بعد انسحاب أمريكا وحلف الناتو. وتبين المجلة أنه بتوقف "بينج" في أفغانستان، كان من الممكن أن يصدر صوت ثقة في مستقبل أفغانستان، في وقت لا تزال البلاد في طريق مسدود سياسيا، وهذا الدعم كان من الممكن أن يقلل من عدم اليقين بشأن المستقبل. وحال لم يستطع "بينج" الذهاب هذه المرة لأفغانستان، غالبا ستكون على جدول أعماله عندما يلتقي برئيس الوزراء الهندي حيث أن الهندوالصين يتطلعان لأفغانستان كمنطقة محتملة للتعاون المشترك بينهما، لكن هذه الفرصة الآن أصبحت لا طائل لها، فالزيارة قد لا تكون هامة للصين من أجل علاقات بين البلدين، لكن قريبا سيكون لأفغانستان رئيسا جديدا وستبدأ البلاد في رسم مستقبلها بعد الانسحاب، بينما اختارت بكين الوقوف على الهامش حال تخطت أفغانستان تداعيات الانتخابات المتنازع عليها.