ذكرت مجلة "ذا ديبلومات" اليابانية أن الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان يمثل فرصة مقنعة للتعاون الاستراتيجي بين الهندوالصين، فرغم النزاعات الإقليمية والتجارية غير المتوازنة بين البلدين، إلا أنهما مهتمين بالتداخل في أفغانستان. وأوضحت أن أفغانستان تعد منطقة قلق مشتركة بالنسبة لكل من الهندوالصين؛ بسبب الوضع الأمني بها، فأي منهما لا يريد رؤية أفغانستان تتحول إلى ملاذ للإرهاب في أعقاب الانسحاب الأمريكي، خاصة أنه إذا فشلت أمريكاوأفغانستان في إبرام الاتفاقية الأمنية الثنائية سيزيد دافع الهندوالصين بالتدخل. وأضافت المجلة أن الصين رأت عدة فرص للاستثمار في أفغانستان، حيث أصبحت مخاوفها الأمنية تدير سياساتها الخارجية تجاه كابل، مبينة أنه خلال زيارة وزير الخارجية الصيني "وانج يي" مؤخرا لأفغانستان، أكد أهمية الاستقرار الداخلي في أفغانستان حتى يكون هناك استقرار داخلي بإقليم "شيبجيانج" بغرب الصين. وأوضحت أن الصين خائفة من تحول أفغانستان لمكان دائم للمتمردين والإرهابيين مما يثير الاضطرابات في الإقليم، ولهذا طمأن نظير "وانج" الأفغاني من أن أفغانستان لن تسمح للحركة الإسلامية بتركستان الشرقية باستغلال الأراضي الأفغانية للمشاركة في أي نشاط بإمكانه تهديد الصين، وأكد أيضا تعميق التعاون الأمني بشكل مستمر مع الصين. وعلى غرار الصين، أظهرت الحكومة الهندية والمستثمرون الهنود اهتماما كبيرا في التعاون مع أفغانستان في مجالات التعدين والنفط والغاز، وتطوير البنية التحتية، وغيرها من القطاعات، مع المحاولة بجعل عدم الاستقرار الداخلي يؤثر عليها. وتابعت أن باكستان تريد تقويض قدرة كابل في الحفاظ على أفغانستان، لذا فرغم الشراكة الوثيقة بين باكستانوالصين، إلا بينهما خلافات عديدة حول أفغانستان، لهذا من المرجح أن تكون باكستان غير قادرة على التأثير على تعاون الصينوالهند في أفغانستان. وأشارت إلى أن الأساس لتعميق هذا التعاون موجود، ليس على مستوى ثنائي بين البلدين، فقد كانت هناك حوارات ثلاثية بين الصينوالهند وروسيا من أجل التعاون في أفغانستان، ولكن بعد خروج القوات الأمريكية وقوات الناتو.