في إطار الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" لتشكيل تحالف دولي لمواجهة تنظيم داعش في سورياوالعراق، وصل "كيري" القاهرة اليوم حيث سيلتقي مع نظيره المصري "سامح شكري" والأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي". التحالف الدولي الذي تسعى واشنطن لتشكيله من أجل مواجهة داعش يشوبه العديد من المخاوف الإقليمية، خاصة وأن هناك دولا كبرى لم تتلق دعوة للمشاركة في التحالف مثل "روسيا والصين وإيرانوسوريا"، مما يقلل من قيمة هذا التحالف فيما وصفه بعض الخبراء بأنه تعاون أو تنسيق لا يرقي لمصطلح تحالف، مؤكدين أنه يتوجب على مصر تحديد روئيتها حيال هذا التحالف دون أي املاءات واشتراطات أمريكية. من جانبه قال السفير "محمد عرابي" وزير الخارجية الأسبق إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلي القاهرة للقاء نظيره المصري هي فرصة جيدة حتي يتم شرح الرؤية المصرية من التحالف الإقليمي التي أعلنت عنه واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، مضيفًا أن هناك تنظيمات إرهابية أخري في ليبيا وباقي الدول العربية لم تحددها واشنطن في خطة هذا التحالف . وأوضح عرابي" فى تصريحات خاصة ل"البديل" أن مصر تستطيع المشاركة في التحالف والإسهام برؤيتها، فلا يعني بالأخص الالتزام بالرؤيا الأمريكية مؤكدًا أن الالتزامات التي ستكون على مصر تكون قرارا مصريا وليس خاضعا لأي اشتراطات أو إملاءات خارجية. وتابع "عرابي" أن مصر ليست ملزمة بالمشاركة في المحور العسكري، مؤكدًا أن هناك محاور أخري من الممكن أن تشارك فيها مصر مثل تجفيف منابع الدعم للتنظيمات الإرهابية من مال وسلاح وأفراد، والحل السياسي السريع للأزمة السورية . وبسؤاله عن عدم مشاركة روسياوإيران والصين في هذا التحالف قال "عرابي" إن عدم مشاركة هذه الدول سيقلل من قيمة التحالف مؤكدًا أن هناك تخوف خليجي من هذه التنظيمات الإرهابية لخطرها الشديد على دول المنطقة. وفي سياق متصل قال السفير "رخا أحمد حسن" مساعد وزير الخارجية الأسبق إن زيارة كيري تبحث عدة جوانب منها مكافحة الإرهاب استكمالًا للمؤتمر المنعقد في جدة لأن مصر متحفظه على مسألة إرسال قوات عسكرية لمحاربة "داعش" أو ضرب "دول عربية" بدون اذن من الحكومة المسئولة ، مؤكدًا أنه سيكون هناك مباحثات ايضًا حول مسيرة السلام ووقف إطلاق النار في غزة واستكمال باقي المشاورات حول فتح المعابر وانشاء المطار والافراج عن الأسري ومسألة الصيد والأهم حل القضية الفلسطنية بصورة عامة . وأشار" رخا" في تصريحات ل"البديل" أن أمريكا هي من صنعت هذا الإرهاب في الأساس منذ احتلال العراقي وفي الفترة الأخيرة بدعم تركي نحو فتح الحدود التركية السورية تحت أعين الولاياتالمتحدةالأمريكية لإرسال الجنود حتي يسقط نظام بشار الأسد، مؤكدًا أن رؤية مصر حيال ما يسمي بالتحالف الدولي هو التعاون لمكافحة الإرهاب فقط مع التأكيد على أن الحفاظ على وحدة اراضي العراقوسوريا، على أن يكون التعاون المصري متمثل في تجفيف منابع التمويل والسلاح لهذه الجماعات الإرهابية دون أي إرسال قوات عسكرية . وحول ضرب مواقع في سوريا دون موافقة الحكومة قال الدبلوماسي المصري إن أي تدخل عسكري في سوريا دون موافقة الحكومة يعد اعتداء على الأراضى السورية مؤكدًا أن مصر لا تسمح لأمريكا أن تتخذ من مؤتمر جدة وسيلة لضرب سوريا كما حدث في ليبيا قبل ذلك . وحول عدم دعوة إيرانوروسيا والصين لهذا التحالف قال "رخا" بالفعل عدم دعوة هذه الدول يشير إلي مخاوف حول الهدف من إقامة هذا التحالف وهو إعطاء الفرصة لضرب سوريا. وفي السياق ذاته أوضح السفير "محمد شاكر" مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة كيري لمصر ستكون خاصة للتنسيق مع واشنطن في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي ومحاربة الإرهاب الدولي بصورة عامة وكيفية مواجهة ما يحدث في سورياوالعراق وإحاطة المسئولين المصريين بما يجري في هذا الشأن . وأضاف "شاكر" فى تصريحات ل"البديل" أن الزيارة ستناقش ايضًا لتحريك عملية المفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيلين بخصوص إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإنشاء الدولتين في الأراضى المحتلة . وحول التحالف الإقليمي قال "شاكر" إن عملية التنسيق المصري مع جميع الدول لمواجهة الإرهاب أمر طبيعي ليس بالأخص الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، مؤكدًا أنه لا يؤيد مشاركة مصر عسكريًا في أي تحالف، مضيفًا أن مصر ستحدد ألياتها وثوابتنها في مواجهة هذا الإرهاب بدون التدخل في شئون الدول العربية. وحول عدم دعوة روسياوإيرانوسوريا والصين في هذا التحالف قال الدبلوماسي المصري إن ذلك ليس تحالفًا بالمعني المذكور بل هو تنسيق بين الدول كلا له رؤيته المختلفة وإنما كلها تشكو من هذا الإرهاب، مؤكدًا أنه يجب عدم إغلاق الباب في وجه كل من يرغب في تقديم مساعدة لمواجهة هذا الإرهاب بما فيهم "روسياوإيرانوسوريا والصين " لأنه يعد خطرا على جميع بلدان العالم . وحول إذا ما وجه هذا التحالف ضربات ل" داعش" داخل الأراضي السورية بدون موافقة الحكومة، قال نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن مصر لاتؤيد أي عمل عسكري من شأنه أن يقضي على الحل السياسي في سوريا مضيفًا أن ذلك يعد معضلة للإدارة الأمريكية لأنها كانت تمانع أي مشاركة في الأراضي السورية لكن هناك اجزاءً كبيره يسيطر عليها هذه الجماعات المتطرفة مؤكدًا على ضروروة التنسيق مع الحكومة السورية لضرب هذه المواقع.