مع نهاية الأسبوع الماضي تم الإعلان عن التوصل لاتفاقوقف إطلاق النار بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الذين يسيطرون على جزء من شرق البلاد في العاصمة البيلاروسية مينسك، حيث جمع الاتفاق ممثلين روسيين وأوكرانيين وغربيين، بالإضافه إلى اثنين من زعماء المتمردين، حيث كان الهدف الرئيسي من توقيع الاتفاق هو إسكات صوت البنادق في شرق البلاد. يتضمن الاتفاق حفظ الأطراف المتحاربة لمواقعها الحالية، وتبادل 2000 سجين، وتقديم المساعدة الإنسانية، وكذلك سحب الأسلحة الثقيلة، وبحث مسألة فتح ممر إنساني، على أن تكون منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي المسؤولة عن مراقبة مدى احترام الطرفين لهذه البنود والالتزامات. هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه يُعد الثاني من نوعه منذ بدء الصراع في شرق أوكرانيا، فوقف إطلاق النار السابق كان بتاريخ 23 يونيو، وتم انتهاكه عدة مرات، ولكن بعد شهرين ونصف، صار الوضع مختلفًا، فالرئيس الأوكراني بات ضعيفًا نتيجة هزيمة قواته المتكررة مما اضطره لتقديم تنازلات، فضلا عن شعور الرأي العام بالضجر من الصراع. الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، صرح عقب توقيع الاتفاق أن الحياة البشرية هي الأكثر قيمة ويجب علينا أن نفعل المستحيل لوقف حمام الدم وإنهاء معاناة المواطنين، داعيًا الكرملين إلى احترام جميع نقاط اتفاق الهدنة، ومع ذلك لا تزال هناك عدة شكوك حول قدرة بوروشينكو، على فرض وقف إطلاق النار على حلفائه السياسيين في كييف، حيث ذكر المحلل العسكري الروسي يفجيني بوجينسكي، أن الرئيس الأوكراني ليس من يخوض الحرب وإنما محافظ مدينة دنيبروبتروفسك، والتي تُعد ثالث أكبر مدن أوكرانيا ايجور كولومويسكي، هو الذي يمول كتائبه المسلحة في منطقة دونباس. صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أكدت أن الخلافات تتزايد خلال الأيام الجارية بين الرئيس الأوكراني بوروشينكو، ورئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك، حيث شدد الأخير على ضرورة انسحاب المتمردين والقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية وهو ما لم يتوافر في اتفاق مينسك.