* المعارضة تحشد للتصدي لبوتين في انتخابات الرئاسة.. والسلطات تخفف قيودها الأمنية والإعلامية على المظاهرات * الحزب الحاكم يعترف: التظاهرات الأضخم منذ سنوات.. ولكنها لن تؤدي لإلغاء الإنتخابات ترجمة – شيماء محمد: تظاهر عشرات الآلاف اليوم في مدن مختلفة بروسيا للتنديد بمزاعم التزوير الانتخابي, والاحتجاج ضد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وضد حزبه, وذلك فى اكبر تعبير علني عن الاستياء الذى وصفه مراقبون انها اكبر مظاهرات مناهضة للحكومة منذ سنوات . وتأتي هذه الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر من سعى بوتين، الذي كان رئيسا في 2000 و2008 وبقي الزعيم الفعلي للبلاد بتوليه منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس ديميتري ميدفيدف, للترشح لولاية رئاسية ثالثة. وهذا التدفق للجمهور يتحدي صورته ، المدعومة من قنوات التلفزيون التي تسيطر عليها الدولة ، باعتباره الرجل الذي فاز بمحبة معظم الروس . وتعهد زعماء المعارضة لمواصلة الضغط مع المزيد من المظاهرات في محاولة لعرقلة فرص بوتين في الانتخابات الرئاسية فى مارس ، حيث كان يخطط لتأمين فترة ست سنوات اخرى في منصبه. وكتب أحد قادة المعارضة ، بوريس نيمتسوف , على تويتر في وقت متأخر اليوم السبت ” اننا سنحشد ملايين في مظاهرات مقررة في يوم 17 و 18 و 24 ديسمبر . بوتين ليس لديه خيار “. وخففت السلطات نهجها تجاه المتظاهرين إلى حد ما اليوم السبت من خلال منح تصاريح للعديد من المظاهرات. في موسكو ، تجمع عشرات الآلاف في ساحة ميدان بولتنايا , الموجود على الشاطئ الاخر من نهر موسكو بالقرب من الكرملين . ومع وجود 17 ألف من قوات الشرطة للحراسة الشرطة ، مر هذا الحدث الذى استمر ثلاث ساعات بسلام ، على النقيض من احتجاجات في وقت سابق من الاسبوع التى قد انتهت باعتقال المئات من قبل الشرطة . وقال قنسطنطين بيخوتين ، وهو طالب عمره 20 عاما , ” نحن هنا اليوم لأننا سئمنا من الأكاذيب” . يذكر أنه في انتخابات 4 ديسمبر ، شهد الحزب الحاكم ” روسيا الموحدة ” , وهو حزب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين , انخفاض حاد فى تأييده ، ومع ذلك أحتفظ بالاغلبية في البرلمان. وأفادت تقارير مراقبين محليين وأجانب بأنه كان هناك حشو لصناديق الاقتراع وتزوير على نطاق واسع وغيرها من الانتهاكات ، وقد تم نشر العديد من هذه الانتهاكات من خلال تقارير وتسجيلات على الإنترنت. وقال جينادي جودكوف ، وهو عضو في البرلمان عن حزب “روسيا فقط” ، حينما كان يسير مع آلاف آخرين إلى المسيرة الرئيسية , ” أنا لم أسير في تظاهرة مثل هذه منذ فترة طويلة” ، وأضاف ” لقد استيقظ الناس حقا ، والسلطات لا يمكنها تجاهل هذا العدد من الناس .” في موسكو وسان بطرسبرغ ، وهي أكبر مدن البلاد ، تصاعدت الاحتجاجات على مدى أيام منذ اعلان نتيجة الانتخابات ، حيث انضم اليها العديد من المتظاهرين الذين لم يحضروا مثل هذه الأفعال في الماضي . وقالت كسينيا كورنيافا ، محررة فى مجلة ، ” نحن فقط نريد أن نثبت أننا موجودون” . تظاهرة اليوم السبت كانت الأكبر منذ سنوات ، حيث قام بعض المراقبين بمقارنتها مع المظاهرات الحاشدة في انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وقال بعض المنظمين أن عدد الحاضرين وصل الى 100 ألف , والذين ازدحموا في متنزه على طول القناة بالقرب من الكرملين لسماع هتاف متحدث تلو الآخر وهم ينددوا بنتائج التصويت حيث انها مزورة والدعوة لاستقالة رئيس الوزراء بوتين . كما اجتذبت المسيرة أيضا بعض النخب الثقافية المرموقة في العاصمة والأثرياء ، الذين نادرا ما يتخذون مواقف سياسية علنية عامة . قال كيريل سيربيرينكوف ، وهو مخرج مسرحي معروف , ” أنا جئت إلى هنا لرؤية وجوه الناس , وأنا أرى أنه لا يوجد غوغاء هنا ، ولكن يوجد وجوه حقيقية لشعب طيب لطيف” ، وأضاف ” حقيقة أن هؤلاء الناس ظهروا هنا اليوم يعني أنه ظهرت قوة شبابية جديدة لا بد ان يتم أخذها بعين الاعتبار “. ودعا غريغوري يافلينسكي , زعيم حزب يابلوكو الليبرالي ، والذي ترشح في الانتخابات لكنه لم يفز بأي مقعد في البرلمان ، زملاءه من أحزاب المعارضة الأخرى لرفض مقاعدهم. لكن نواب من أحزاب فازت بمقاعد فى البرلمان ، مثل السيد جودكوف ، قالوا انهم ليسوا مستعدين حتى الان للتخلي عن أماكنهم خوفا من ان يأخذها ببساطة الحزب الحاكم . وقال أعضاء آخرون من حزبه انهم سوف يسعون من اجل إعادة الفرز في المناطق التي تم كشف فيها حدوث تزوير كبير فى التصويت ، مثل موسكو وسان بطرسبرغ ، ولكن ليس في جميع أنحاء البلاد. لكن دعا متحدثون بأسم معارضة أكثر راديكالية من أجل أبطال الانتخابات كاملة والبدء في الحملة الانتخابية مرة اخرى للسماح للأحزاب التى منعت من المشاركة للدخول فى المنافسة. وخففت اليوم السبت وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة من التعتيم على الاحتجاجات ، مما أدى الى نشر أخبار مع تقارير عن المظاهرات في أنحاء البلاد. وأبرزت التقارير المحايدة العمل الفعال للشرطة في الحفاظ على السلام وتجنبت الاشارة الى أي من الشعارات المناهضة للحكومة التى هتف بها متحدثون ومتظاهرون . كما انه لم يكن هناك أية إشارة عن أي تأثير سياسي ممكن . كما أعترف أعضاء الحزب الحاكم أيضا بأن هذه المظاهرات كانت الاكبر منذ سنوات ، لكنهم قللوا من حدوث تأثير محتمل . وقال سيرغي ماركوف ، وهو عضو بارز فى الحزب الحاكم “روسيا الموحدة ” إن احتجاجاتهم الآن سوف تجبر الكرملين على الانعقاد والاستماع الى مطالب لمزيد من المنافسة في النظام السياسي . لكنه قال إن أي إلغاء للانتخابات البرلمانية هو أمر غير وارد ، يمكن فقط اجراء بعض من أعادة الفرز في موسكو وبعض المدن الأخرى التي يمكن أن تعني تعديلات قليلة فى توزيع المقاعد في البرلمان . وقال ان الانتخابات الرئاسية فى مارس ستكون مختلفة ، والكرملين وسوف يتخذ مزيد من الجهود ليثبت أنها انتخابات نزيهة ، والحكومة أيضا على الارجح سوف تفتح المسابقة لعدد أكبر من المرشحين. الناشط فى مجال مكافحة الفساد ، اليكسي نافلنى , والذى يخدم الآن فترة 15 يوما بالسجن لدوره في تظاهرة في وقت سابق من الأسبوع , قد يكون واحدا منهم ، على الرغم من أن السيد ماركوف قال أن السيد نافلنى لن يكون منافسا خطيرا جديا لبوتين . قال ماركوف “انهم يريدون مزيدا من المنافسة ، وسوف يحصلون على هذا” ، لكنه أضاف أن السيد بوتين لا يزال أكثر الساسة شعبية في البلاد ، وسوف يسود في الانتخابات الرئاسية اذا تعامل مع الوضع بشكل صحيح .