فى أقل من شهرين جدد الرئيس عبد الفتاح السيسى تأكيد مساندة مصر حكومة وشعبا للقضية الفلسطينية، ودعم الشعب الشقيق حتى يحصل على استقلال دولته وعاصمتها القدسالشرقية. فخلال كلمته فى 8 يونيو الماضى أثناء حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية من قصر القبة، أكد «السيسى» أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وأنها من أهم ملفات السياسة الخارجية المصرية، فمصر تعلي مصالح الشعوب العربية على صغائر جماعات ضيقة وأخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل مسيرتها لدعمه حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة ويحقق حلمه وحلمنا جميعا، في دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدسالشرقية. وبعد مرور أكثر من 40 يوما من خطابه الأول، جدد الرئيس السيسى، اليوم الأربعاء، خلال كلمته فى ذكرى ثورة يوليو 1952، تعهداته بشأن القضية الفلسطينية، موضحا أن مصر قدمت 100 ألف شهيد للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى ما يزيد عن ضعف هذا الرقم من المصابين والجرحى، وقدمت اقتصادها المنهار علي مدار ستين عاما، مصر ستظل بجانب فلسطين وشعبها بلا جدال، مؤكدا أنها مسئولية أخلاقية ووطنية دون مزايدة وبكل الصدق والأمانة. ومن الملاحظ أن خطابى الرئيس السيسى بشأن فلسطين خليا تماما من مطالب الشعب الفلسطينى فى إنهاء الحصار ووقف الاستيطان وإنهاء التهويد والإفراج عن الأسرى وعودة اللاجئين. وعن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، قال «السيسى» إنها لا تتضمن أية شروط من الجانب الفلسطينى أو الصهيوني، وإن الهدف منها كان تخفيف الاحتقان ووقف إطلاق النار ومن ثم فتح باب المفاوضات بين الطرفين. وقد توالت ردود الأفعال المرحبة بالمبادرة المصرية، من قبل كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة والرئاسة الفلسطينية، واعتبرتها أفضل الخيارات المتاحة لوقف الحرب الدائرة فى غزة. أما الكيان الصهيونى فكان الأكثر ترحيبا بالمبادرة المصرية، بعد ساعات من إعلانها، حيث وافقت الحكومة الصهيونية فى اجتماعها المصغر، وأعلنت ترحيبها بوقف إطلاق النار فى أقرب وقت. وعلى الجانب الآخر رفضت حركتى المقاومة الفلسطينية «حماس» و«فتح» المبادرة المصرية، وأي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة دون التوصل إلى اتفاق شامل للنزاع مع الاحتلال الصهيونى، بينما اعتبرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، المبادرة المصرية "ركوعا وخنوعا"، وتوعدت العدو الصهيوني بأن معركتها معه ستزداد ضراوة. في حرب النكبة 1948 استطاعت المنظمات الصهيونية احتلال 78% من أرض فلسطين، وقامت باحتلال جزء كبير من القدس، فسميت المنطقة التي احتلها العدو بالقدسالغربية والمنطقة التي بقيت في يد الدولة الأردنية بالقدسالشرقية. وتضم القدسالغربية متحف أبناء صهيون المشهور عالميا ولفافات وقراطيس الكتاب المقدس (مخطوطات البحر الميت)، ومبنى البرلمان (الكنيست)، ومبنى المحكمة العليا الجديد، وسلسلة جبل الذكرى الذي يضم قبور الجنود الصهيونيين القتلى وقادة وزعماء الدولة الصهيونية، وتتميز بمبانيها المصممة على أحدث الطرز الغربية. أما القدسالشرقية، فبقي المسجد الأقصى في المدينة القديمة في القدسالشرقية بأيدي المسلمين إلى أن قامت حرب عام 1967 وعندها احتل الجيش الصهيوني القدسالشرقية أيضا، وصدر قرار مجلس الأمن 242 القاضي بأن يعيد الكيان الصهيوني ما احتلته في حرب 1967 ومن بينها القدسالشرقية، وهو القرار الذي لم ينفذ حتى الآن. يأتى مطلب الرئيس السيسى باستقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس متناغما مع مطالب الرئاسة الفلسطينية بقيادة أبو مازن، بأن تكون فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، رغم أن الكيان الصهيونى أصدر قرارا عام 1980 يقول بأن عاصمة دولتهم هي القدس الموحدة (وهي القدسالشرقيةوالغربية بالإضافة إلى مناطق محيطة) لكن الأممالمتحدة ودول العالم رفضوا هذا القرار ولم يعترفوا به، وما زالوا يعتبرونها أراضٍ محتلة.