بقدر ما كان إختيار السيناريست سيد فؤاد ،رئيسا لقناة نايل سينما،مريحا وذات رد فعل إيجابي لجموع السينمائيين،أملا في إصلاح حال القناة التي عانت الأزمات وواجهت معوقات لا حصر لها منذ إطلاقها قبل سنوات ضمن مجموعة القنوات المتخصصة التابعة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري،بقدر ما كان فؤاد قلقا ، من عبء المسئولية التي كلف بها ،في توقيت يراه الجميع معقدا،لما يمر به الإعلام الحكومي من مشكلات مالية تهدد قدرته علي المنافسة أمام سيطرة الفضائيات الخاصة علي عقل المشاهد،وأموال المعلن.. سيد فؤاد ،مؤسس ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية،وأحد أبناء قطاع القنوات المتخصصة منذ تعيينه به فور تخرجه في معهد السينما،قال ل "البديل" : " قبلت المهمة سعيا نحو النجاح بمعاونة الزملاء في قناة نايل سينما".. وفي حوار خاص تحدث متفائلا ، معبرا عن أمله في تخطي صعوبات وتحديات مهمته الجديدة… - منذ إطلاقها ،لماذ لم تحقق قناة "نايل سينما" المرجو منها،وما هي أسباب أزماتها؟ القناة تعاني فقرا فيما تملكه من أرشيف سينمائي ،وهنا تكمن الأزمة الحقيقية،ليس مطلوبا من نايل سينما تقديم محتوي برامجي رائعا بقدر أهمية عرضها لتراث السينما المصرية ،لذلك بدأت مهمتي في القناة بعد الحصول علي وعود محددة من قبل المخرج عصام الأمير المشرف الحالي علي المجلس الوطني للإعلام ،والمخرج حسين زين رئيس قطاع القنوات المتخصصة ،بشأن العمل علي شراء أكبر عدد ممكن من أفلام السينما ،حتي تتمكن القناة من تحقيق ما تطمح إليه ،والعمل علي جذب المشاهد إلي شاشتها، والحقيقة إن البرامج مهما إختلفت أفكارها ليست سبيلا لقناة متخصصة في السينما،واعمل حاليا علي توفير مكتبة أفلام خاصة بالقناة يمكنها منافسة قنوات مماثلة تمتلك أكثر من 1700 فيلما،في الوقت الذي لا تمتلك فيه نايل سينما ما لا يزيد عن 260 فيلما فقط. ولأننا في ماسبيرو نعاني أزمة مالية معقدة،أقوم حاليا بمحاولة دفع المنتجين إلي إهداء بعض أفلامهم للقناة مقابل الحصول علي دقائق إعلانية،وبدأنا بمبادرة من الفنان سمير صبري الذي رحب بإهداء القناة 13 فيلما من إنتاجه ،ومنحنا حق عرضهم مجانا لمدة عامين،ونأمل أن تتسع الدائرة لتشمل كل المنتجين الطامحين إلي دعم صناعة السينما المصرية. - هل يعني ذلك إن الفترة المقبلة لن تشهد تطويرا لافتا فيما يخص البرامج؟ لا يمكن تجاهل تطوير البرامج علي الإطلاق ، وللحقيقة لا يمكن إنكار ما بذله المخرج عمر زهران،الرئيس السابق للقناة،من جهد استثنائي مكن القناة من المساهمة بشكل فعال في المشهد السينمائي المصري،من خلال متابعتها المتميزة للمهرجانات ،وهو ما نسعي حاليا لتطويره ،بجانب العمل علي إنتاج برنامج توك شو معني بشئون السينما لمناقشة قضاياها ومشكلاتها،للتفاعل مع الأحداث الراهنة،والعمل علي إستضافة نجوم السينما لجذب المشاهد ، إضافة إلي نشرة سينمائية "نايل تويت"جاري تطويرها حتي تصبح مختلفة عما هو سائد في القنوات الاخري ،ومن المقرر البدء في عرضها بعد عيد الفطر المقبل ،وبرنامج آخر باسم " السينما مصرية" سوف يكون معنيا بمناقشة قضايا السينما مع المسئولين والوزراء والفنانين . وخلال شهر رمضان الجاري تعرض شاشة القناة مجموعة برامج متميزة قام علي تنفيذها أبناء القناة أبرزها "غنيلي شوي شوي " ، يقدمه الفنان سمير صبري ،والموسيقار هاني مهني ،ويتم خلال حلقاته تحليل موسيقي وأغاني الافلام الشهيرة بمشاركة مطربين من أجيال الشباب يؤدون هذه الأغنيات خلال الحلقات التي يتم تصويرها في قصر الامير طاز،وبرنامج آخر باسم " ماسبيروصندوق الدنيا " يعيد اكتشاف وعرض برامج أنتجت قبل 70 عاما من تراث التليفزيون المصري ، كما تعرض القناة ل 20 مونولوجا للفنان الراحل إسماعيل ياسين في برنامج خاص ،يعرض خلال الشهر أيضا. - متي يمكننا القول أن قناة نايل سينما تنافس مثيلاتها من الفضائيات الأخري؟ عندما نتمكن من تجاوز معوقات العمل،ونقص الإمكانات،وتزويدنا بوحدات إذاعة خارجية للتمكن من تغطية المهرجانات السينمائية بشكل لائق،ونقل المهرجانات السينمائية العربية والعالمية دون معاناة،نستهلك أموالا ضخمة في الأجور دون تطوير الخدمات الإنتاجية،ولا توجد لدينا مشكلات في الكوادر والطاقات البشرية التي نتفرد بها عن القنوات الأخري ،ولكن علينا النجاح في تشغيلها بنفس كفاءة عملها خارج ماسبيرو،وهو ما يتطلب تحفيزهم علي العمل بمقابل مالي لائق،لأنهم يعملون في الفضائيات الخاصة بأجور جيدة، يجب تجاوز ذلك في ماسبيرو، خاصة في ظل وجود عصام الأمير كرئيس للمجلس الوطني للإعلام،بما يملكه من خبرات في العمل الإعلامي ،وقدرة علي تفهم أزماتنا ، علينا السعي نحو تحقيق النجاح ، كفانا فشل.. ونأمل في وجود وكيل إعلاني للقناة يساعد علي جذب المعلن لشاشتنا ،حتي تعود القناة بدخل يساعد علي تغطية الخسائر المالية التي نعاني منها. - وما الذي يمنع وجود وكيل إعلاني للقناة حتي الآن؟ محاربة القنوات الخاصة هي السبب ،حتي لا نتمكن من التواجد أمامهم كمنافس،لو صعدت قنواتنا وتمكنت من تصدر المشهد سيمكننا الحصول علي نسب أكبر من الإعلانات وهو حتما ما يقلقهم ، وهو ما ظهر واضحا عندما تم توقيع بروتوكول تعاون كبير مع مؤسسة إعلامية عربية كبري، وكان تعاونا مهما ومفيدا للإعلام الرسمي المصري ، وحاربوا البروتوكول بحجة إضراره بالأمن الوطني المصري، ولم تهدأ الفضائيات الخاصة إلا بعد تجميد العمل بالبروتوكول ،حتي لا تتأثر مصالحهم،وتظل قنوات ماسبيرو محلك سر. - وهل لديك نية الإستعانة بكوادر من خارج القناة لتطوير المحتوي البرامج ؟ بدأت أولا باستثمار طاقات و كوادر القناة ،وإن تطلب الأمرليس هناك مانعا من الإستعانة بآخرين من خارجها،ولكن في أضيق الحدود ،خاصة أصحاب الكفاءات ممن لديهم القدرة علي الإضافة للشاشة . - ومتي يمكن للمشاهد أن يري جديد أفلام السينما المصرية الحديثة علي شاشة "نايل سينما".. بعد نهاية عرضها بدور العرض،كما نري في الفضائيات الخاصة؟ هذا أمر له علاقة بتوافر السيولة المالية من عدمه،وهو ما يخرج عن حدود مسئولياتي كرئيس للقناة،ويدخل ضمن مهام القطاع الإقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون،ولكنني أسعي للتحرك نحو تحقيق ذلك، إضافة إلي محاولة القضاء علي كارثة رفض وتعنت القطاع في عرض القناة لميكنج الأفلام الحديثة واعتبارها مواد إعلانية ودعائية للفيلم،نحاول تجاوز ذلك والتفاهم بشأنه. وللأسف قناة "نايل سينما" لم تعرض فيلما واحدا جديدا منذ أكثر من ثلاث سنوات،نتيجة للأزمة المالية ،ومؤكد هناك حلول يمكنها المساعدة في تخطي هذه العقبات. - هل منحت نفسك فترة زمنية محددة،يمكنك القول بعدها إنك لم تنجح في تجاوز أزمات "نايل سينما"؟ في البداية كنت أتخيل أن الفترة سوف تنحصر ما بين ثلاثة إلي ستة شهور،لكي أعلن صراحة أنني فشلت بسبب نقص الميزانيات،ولكنني الآن أعمل بالمتاح ،ورغم اتجاهنا لعرض أفلام السينما ا المستقلة ،الطويلة والقصيرة، إلا أن بقاء ونجاح قناة متخصصة في السينما سيظل مرهونا بما تملكه من أرشيف هائل من أفلام السينما الهامة التي يمكنها جذب المشاهد.