حسم المنتخب البرازيلي المنظم صدارة المجموعة الأولى لبطولة كأس العالم بفوز عريض على الكاميرون 4-1، ليواجه بذلك نظيره التشيلي في ثمن النهائي، فيما لحق به المنتخب المكسيكي الذي فاز على كرواتيا 3-1 في التوقيت ذاته ليضرب موعدا مرتقبا مع هولندا الدور المقبل. البرازيل كانت في حاجة للتعادل لضمان العبور وهو الأمر ذاته للمكسيك، إلا أن الفريقين لعبا من أجل الفوز وتفادي أية مفاجآت ممكنة، ليكون عبورهما عن تلك المجموعة مستحقا ولكل منهما 7 نقاط، فيما اكتفت كرواتيا بالمركز الثالث ولها 3 نقاط، أما الكاميرون فغادرت كما جاءت محملة بثلاثة هزائم. الشوط الأول في برازيليا قدم فيه الكاميرونيين لوحة رائعة وسط محاولات حثيثة لمصالحة إفريقيا على الوجه المخجل الذي ظهرت عليه في أول مبارتين. بداية المباراة كانت بعاصفة هجومية صفراء، وبعد أن نجت الكاميرون منها، جاء وقت الهجوم وسيطر لاعبوه على وسط الملعب، وتبادلوا الكرات بمهارة رائعة وأسكتوا عشرات الآلاف من البرازيليين في ملعب جارينشيا. وعلى عكس سير المباراة تمكن نيمار من خطف التقدم للبرازيل بعد عرضية لجوستافو من الجانب الأيسر تابعها نجم السيليساو الأول في الشباك بمهارة. لم تستسلم الأسود غير المروضة وعادوا للهجوم بقوة وأعادت العارضة رأسية لماتيب، الذي عاد مجددا ليتابع عرضية وسط الدفاع ويعادل النتيجة للفريق الأفريقي. تأثرت البرازيل معنويا بالتعادل، وازدادت ثقة الكاميرونيين في أنفسهم وواصلوا الهجوم، لولا نيمار الذي أعاد بلاده للتقدم بمجهود فردي وتسديدة مخادعة من وسط كل الدفاع الكاميروني. في الوقت ذاته بلغت الإثارة ذروتها في ريسيفي بين المكسيكوكرواتيا، في صراع ناري على بطاقة العبور الثانية. منذ الدقيقة الأولى وضح السيناريو الذي ستسير عليه المباراة بين سيطرة كرواتية على وسط الملعب ومحاولة هز شباك العملاق أوتشوا، وانتظار مكسيكي في مناطقهم والانطلاق في هجمات مرتدة سريعة. وبرغم الأفضلية الكرواتية إلا أن معظم الهجمات الخطرة كانت مكسيكية وأبرزها تسديدة هيريرا الصاروخية ارتدت من باطن العارضة. الشوط الثاني كان مثيرا للغاية هنا وهناك، ففي برازيليا انخفض الأداء نسبيا ولكن البرازيل نجحت في إضافة هدفين جديدين، الأول كان من نصيب فريد الذي استغل تمريرة لويز وأكد انتصار بلاده، فيما اختتم فيرناندينيو الرباعية بلمسة سحرية في الشباك الكاميرونية. أما ملعب ريسيفي فكان به الإثارة الأكبر، فهاجمت كرواتيا لإنقاذ بطولتها، وردت المكسيك بحدة أكبر وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء واضحة بعد لمسة متعمدة لسرنا باليد داخل منطقة الجزاء، إلا أن الرد جاء قويا بهدف التقدم من رأسية صاروخية للقائد التاريخي للتري كولور رافا ماركيز. اندفع الكروات بشكل أكبر للهجوم من أجل الوصول للتعادل أولا ثم الفوز إلا أن العقاب جاء سريعا مرة أخرى من مرتدة خطفها اختتمها جواردادو في المرمى. الهدف الثالث كان من نصيب هيرنانديز بعد متابعة لركنية جديدة. وفي الوقت الذي زادت المكسيك من هجومها حيث احتاجت لهدف إضافي لانتزاع الصدارة، هز بريسيتش شباك أوتشوا للمرة الأولى في البطولة.