علقت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على تحول مساعدات الإمارات العربية المتحدة لمصر من مساعدات مباشرة إلى تنمية القطاع الخاص، حيث تسعى الدولة الخليجية المساعدة في بناء قاعدة اقتصادية لها بمصر. وتقول الصحيفة البريطانية إن السعودية والإمارات تهتمان باستقرار مصر، خاصة خلال الصيف الجاري في ظل المواجهة والمعركة التي تخوضها الدولة ضد الإخوان المسلمين، موضحة أن دولة الإمارات التي برزت كصوت إقليمي رائد ضد الإسلام السياسي، بجانب السعودية والكويت، وقد قدم الثلاثة حوالي 16 مليار دولار للرئيس المنتخب المصري "عبد الفتاح السيسي"، وكانت بعض المساعدات الخليجية في شكل منتجات بترولية مجانية للمساعدة في تفادي نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي في هذه الأشهر الحارة. وتضيف الصحيفة أن مسئولين ومحللين يرون أن دول الخليج تتجه لتحويل المساعدات من منح إلى مساعدات قائمة على المشروعات، وكان أحد الخيارات ضمان إصدار سندات مصرية بدلا من أي قروض مباشرة مرة أخرى. وتبين "فاينانشيال تايمز" أن دعوة العاهل السعودي لمؤتمر المانحين لمصر أشار إلى عدم رغبته في تحمل دولته عبء تمويل مصر وحدها إلى الأبد، مضيفة أن الإمارات تعمل على تشجيع القطاع الخاص لتطوير مشاريع تجارية في مصر، مثل شركة "اتصالات" أكبر شركة اتصالات إماراتية، التي بدأت تظهر مخاوفها من إصدار الشركة المصرية للاتصالات خط رابع للهواتف المحمولة. وتشير الصحيفة إلى أن الضغط المالي من الدعم الذي قد يؤدي لاضطرابات سياسية يعد أكبر تحدي للحكومة المصرية، حيث يقول رجال أعمال إنه مع العجز ال12% المتوقع في السنة المالية التي ستبدأ في يوليو المقبل، لن تستطيع مصر التهرب من الإصلاحات الاقتصادية من خلال الاعتماد على التمويل الخليجي لحمايتها من القرارات الصعبة.