تقول مجلة "ليكسبريس" الفرنسية إنه بعد عدة أيام من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على جزء من العراق، سيطر الأكراد أمس الأول، على مدينة كركوك متسائلة هل هي خطوة أخرى نحو انفصال الإقليم عن باقي البلاد؟ وخوفًا من هجوم يشنه التكفيريون ضد كركوك، استغلت البشمركة،قوات الأمن الكردية، الفرصة للسيطرة الكاملة على هذه المدينة النفطية التي تنازع عليها إقليم كردستان مع الحكومة المركزية. وتشير المجلة إلى أنه وفقًا للخبراء في المنطقة، هذا التدخل من جانب تنظيم داعش ليس مفاجئًا، ناقلة عن الكاتب السويسري "جوردي تيجيل" قوله "مع رؤيتهم لتصاعد التهديد التكفيري منذ عدة أشهر، استعد الأكراد للدفاع عن أنفسهم، ففي إبريل الماضي، حفروا خنادق، بين كردستان العراق وسوريا، لحماية أراضيهم". إن السيطرة على كركوك خطوة جديدة في إطار تعزيز استقلال هذه المنطقة، فخلال حرب الخليج عام 1991، استفاد الأكراد من إقامة منطقة حظر جوي لإدارة أراضيهم بشكل مستقل، متعطشين للسيادة على أراضيهم بعد معاناتهم من القمع الوحشي في عهد صدام حسين، وخاصة عام 1988 وخلال احتجاجاتهم عام 1991. وتوضح المجلة أن دستور عام 2005 أقر الحكم الذاتي للأكراد وصارت اللغة الكردية لغة رسمية لهم، وأصبح لدى المنطقة سلطات واسعة مشيرة إلى أن أحد الباحثين بالمعهد الفرنسي للشرق الأوسط يقول "حتى الآن لم يطالب الأكراد بالاستقلال، فهم لا يملكون القدرة على المستوى المالي أو اللوجيستي". ويوضح "تيجيل" أنه في كردستان، تنتشر نظريات المؤامرة حول أسباب التقدم المذهل لداعش خلال الأيام الأخيرة، فهل تركهم المالكي لينشروا الفوضى لإخضاع الأكراد والحركات السنية؟ ولكن هذه النظريات تعطي لحكومة المالكي مزيد من السلطة والنفوذ لا تمتلكهما على أرض الواقع. وأمام المد والجزر التكفيري، ستحتاج حكومة المالكي، إذا أرادت استعادة الموصل، إلى مساعدة البشمركة الكردية، وهذا سيجبرها على الأرجح إلى تقديم تنازلات، فهل ينبغي أن تقبل بالأمر الواقع المتعلق بانضمام كركوك وعدد آخر من الأراضي المتنازع عليها إلى الإقليم الكردي؟