أثارت زيارة الدكتور حسام المساح – الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة، مقر المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي الانتخابي واللقاء معه، ردود أفعال غاضبة بين ذوي الإعاقة؛ الذين يرفضون التعامل معهم كأنهم «قطيع»، يوجهه صاحب منصب لدعم مرشح لا يؤيدونه. قالت إيفون الزعفران – مؤسس حركة «معاقين ضد التهميش»، إنه لا يحق لمن يتولى أي منصب حكومي بالتعيين، أن يدعم أي من مرشحي الرئاسة؛ ورغم ذلك، فالدكتور حسام المساح، "المعين" أمينا عاما للمجلس القومي لشئون الإعاقة، وجه وقاد مرؤوسيه بالمجلس المذكور لمقابلة المرشح عبد الفتاح السيسي، في إعلان صريح عن دعم «السيسي» وتصدير هذا الدعم واضحا إلى الرأي العام، دون النظر إلى توجهات هؤلاء المرءوسين الفعلية. وتساءلت: «هل يجوز لمن يتقلد منصبا، اقتياد مرءوسيه بهذا النهج لدعم مرشح بعينه؟»، مذكرة بأن الفعل نفسه اتبعه بعض رموز مبارك في الماضي القريب، مثلما فعل سامح فهمي الذي كان يتولى حقيبة البترول وقتها، ولجأ إلى «الأمر» و«التهديد» لخروج كل المنتمين إلى «البترول» في مظاهرات «مباركية»، إلا أن كل ذلك لم يجد نفعًا ولم يحفظ لمبارك موقعه. وطالبت «الزعفران» الدكتور حسام المساح، بالتزام دوره ك «أمين» للمجلس القومي لشئون الإعاقة، و«أمين» على مطالب وحقوق ذوي الإعاقة. وعدَّ حسن السباعي – المتحدث الرسمي باسم حملة «مستقبل وطن»، مقابلة الدكتور حسام المساح للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي «سقطة سياسية لا تغتفر»، وضعت «المساح» في ورطة؛ لأنه رجل قانون ويعلم أن منصبه على درجة وزير؛ ومحظور على أي موظف مسئول في الحكومة أن يؤيد أو يعارض أي مرشح من مرشحي الرئاسة، أو حتى يعلن عن توجهه. وأضاف أن «المساح» أستاذ في القانون الدولي وكان أحد أعضاء لجنة الخمسين، ومن ثم فهو يعلم التوصيف القانوني لما فعله، ومدى تجاوزه القانون، وعليه إن لم يكن يقصد تصدير صورة مؤداها تأييد ذوي الإعاقات ل «السيسي» إصدار بيان يشرح فيه السبب الحقيقي لهذه الزيارة، متسائلا عن دور وتعليق المهندس إبراهيم محلب – رئيس الوزراء على هذا التصرف غير القانوني من أحد رجالات حكومته. وأضافت رشا أرنست – مدير إدارة الثقافة والفنون بالمجلس القومي لشئون الإعاقة، أنه لا يحق لأحد الحديث باسم ذوي الإعاقة بشكل عام، أو إجبارهم على دعم مرشح يتماشى مع توجهاته، قائلة: «أنا شخصيا لا أدعم مَن أعلن دعمه باسم ذوي الإعاقة»، رافضة أن يساق ذوي الإعاقات بهذا الشكل، ليضاف إلى حقوقهم المهدرة إهدار حقهم في اختيار مرشحهم الرئاسي بكامل إرادتهم. واعترض رامز عباس – أحد العاملين في المجلس القومي لشئون الإعاقة، على ترك قضايا وحقوق المعاقين لحساب أي ممارسات سياسية، فالأولى أن يلتفت الدكتور «المساح» إلى الكثير من المطالب الخاصة بذوي الإعاقات، ومنها على سبيل المثال عدم تمثيل الإعاقات السمعية داخل المجلس، رغم تمثيل باقي الإعاقات داخله، بالإضافة إلى ملفات الدمج التعليمي والرياضي وغيرها، قائلا في رسالة مقتضبة: «إحنا مش قطيع لتفرض علينا رأيك ومرشحك».