تدخلت حماس فى شؤون الكثير من الدول العربية بدرجات مختلفة وبدعم قطرى سافر،على الضفة الأخرى اتخذ قرار سيادي فى هذه الدول المعنية بتصفية الحركة، تبدو فحوى القرار بين الدول مشابهة، لكن كيفية تنفيذه تختلف تبعا لهول ما ارتكبته حماس من بلد لأخرى. عمليًا تدعم إيران "الجهاد الإسلامى" فى مواجهة حماس –كحركة مقاومة إسلامية لم تتلوث يديها بقذارات أوسلوا وأخواتها– نظريا لا تتوقف تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن بعض حديث هنا أو هناك عن حماس المقاومة وأهمية العلاقات معها! سوريا طردت حماس نهائيًا من أراضيها، بل وأضحت المواجهة حتمية، موقف لا لبس فيه لطالما أعلنه الرئيس بشار الأسد، تاركا للشعب السورى أن يقرر مسامحة الحركة على خيانتها أم لا، وهو على يقين بأن السوريين لن يتسامحوا بحق دمائهم المهدورة على يد التكفيريين المدعومين من حماس والسعودية وقطر. فى مصر المدعومة –إلى الآن– بمحور سعودي إماراتي خليجي، وضع شديد التعقيد والالتباس يعود الجزء الأكبر منه إلى الحاجة الشديدة للدعم الوهابي من جهة، وتعارض المصالح وصولا إلى حد التناقض مع هذه الوهابية! كذلك فهذا المحور الخليجي متقاطع الاهتمامات حاليًا هو حقيقة محور غير متجانس داخليًا. "كارت دحلان" المقيم فى مصر، هو الاستراتيجية التى سيلعب بها هذا المحور ضد حماس وفتح معا فى المرحلة المقبلة. سعوديًا، لا تمانع المملكة فى الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، فى مقابل حماية أمريكية لآل سعود من ارتدادت الربيع العربى الذى يسلط على رقابهم خطر التقسيم،الذى وبدوره استحدمته السعودية فى بلدان كثيرة، وليس فى سوريا وحدها. يرفض عباس نهائيًا يهودية الدولة: دحلان المستعد "لسلام تاريخى مع إسرائيل" يوافق. مررت السعودية، ومعها دول خليجية، لمصر قررًا بحظر الإخوان، أصدر القضاء المصرى حظرًا مؤقتا لأنشطة حماس، على مصر المأزومة أن "ترد الجميل" خاصة أن لدحلان الذى يملك فندقًا فى غزة شعبية كبيرة ورجال مسلحين وجاهزين على الأرض، سوف تمكنه من أن يصبح حصان طروادة هناك. يخشى أبو مازن كثيرًا مصير ياسر عرفات –عزل ثم اغتيال– هو يعرف خطوات السيناريو جيدًا لأنه ضالع فيه بمشاركة محمد دحلان، حليف الأمس القريب الذى أضحى أخطر ما يهدد حياة الرجل العارف أن السيف قد سبق العزل، فخرج ليتهم "السيسى" باستخدام"دحلان" وحمايته، بشكل بعيد عن الدبلوماسية المتأدبة التى لازمت الرئيس الفلسطينى فى تعامله مع كل الدول إقليميًا ودوليًا. ساعة الصفر لن تحين قريبًا، فما زال لدى اللاعبين الكثير لينجزوه قبل إطلاق صافرة النهاية.