أعلن التليفزيون الإسرائيلي منذ دقائق أن السلطات الإسرائيلية تسلمت بالفعل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم استلام شاليط بعد التأكد من هويته، مؤكدا أن وضعه الصحي في حالة جيدة. وبث التليفزيون المصري من جانب آخر صورا للدفعة الأولي من الأسري الفلسطينيين المحررين التي بلغت 477 أسيرا ضمن صفقة تبادل “الأسرى” مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تتضمن إطلاق سراح 1027 سجيناً فلسطينياً محتجزين بالسجون الإسرائيلية، حيث تم نقلهم عن طريق معبر رفح. وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو أطلع أفراد أسرة الجندي الذي كان محتجزاً لدى حركة حماس، منذ أكثر من خمس سنوات، على عملية التبادل، وقال إنها “تجري على ما يرام”، وأن شاليط سيعود إلى أهله خلال فترة وجيزة، بحسب بيان صدر عن مكتبه الثلاثاء. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، إضافة إلى أسرة شاليط، سيكونون في استقبال الجندي عند وصوله إلى قاعدة “تل نوف” الجوية. وكانت مصادر متطابقة في كل من مصر وإسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قد أكدت تسليم جلعاد شاليط إلى السلطات المصرية، صباح الثلاثاء، مع بدء توافد قوافل تقل السجناء الفلسطينيين إلى المعابر الحدودية. وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، التي توصل إليها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني مؤخراً، برعاية مصر، فجر الثلاثاء، على أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية في وقت لاحق خلال العام الجاري. وذكرت متحدثة باسم إدارة السجون في إسرائيل أنه جرى نقل ما مجموعه 477 سجيناً، يمثلون المرحلة الأولى من الصفقة، إلى نقاط التقاء مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأكد متحدث باسم “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، تسليم الجندي الإسرائيلي، الذي اختطفه مسلحون ينتمون لحركات فلسطينية مسلحة في عملية نوعية داخل مناطق إسرائيلية، قبل أكثر من خمس سنوات، إلى السلطات المصرية. وذكر مصدر أمني إسرائيلي، أن الجندي المختطف نُقل إلى الجانب المصري في معبر رفح، وأشار إلى أنه سيتم نقله في وقت لاحق إلى لجنة الصليب الأحمر، ثم إلى معبر “كرم أبو سالم”، في طريق عودته إلى منزل أسرته في بلدة “متسبيه هيلا”، شمالي إسرائيل، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية. كما أورد التلفزيون المصري، عن مصدر رسمي، أنه تم نقل شاليط إلى الجانب المصري، على أن يتم تسلميه إلى الجانب الإسرائيلي في وقت لاحق، بعد وصول الحافلات التي تقل الأسرى المحررين إلى معبر “كرم أبو سالم” القريب من قطاع غزة، وسجن “عوفر” قرب الضفة الغربية. وفي وقت سابق، قال راديو إسرائيل إنه تم نشر أكثر من ألف شرطي لحماية قوافل السجناء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بدأت عند الثانية والنصف ليلاً، بالتوقيت المحلي، حيث تم نقل 96 سجيناً فلسطينياً من سجن “كتسيعوت” في النقب إلى سجن “عوفر”، تمهيداً للسماح بنقلهم إلى الضفة الغربية. كما تم نقل 334 سجيناً آخرين، في عد قوافل، إلى معبر “كرم أبو سالم” في طريقهم إلى قطاع غزة، وفي حوالي الرابعة فجراً، انطلقت قافلة أخرى تقل 27 سجينة فلسطينية و16 سجيناً من القدسالشرقية، بالإضافة إلى ثلاثة من عرب إسرائيل. وقبل انطلاق تلك القافلة، تم نقل أربع سجينات إلى معبر “كرم أبو سالم”، بالإضافة إلى سجين واحد من سكان بلدة “بقعاتا” في هضبة الجولان، إلى قسم شرطة “كاتصرين”، تمهيداً للسماح بمغادرتهم باتجاه الأراضي المصرية، لإبعادهم إلى الخارج. ومنحت المحكمة الإسرائيلية العليا الضوء الأخضر لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، في وقت سابق من مساء الاثنين، عندما رفضت أربعة التماسات، قدمها عدد من معارضي الصفقة، بدعوى أن “إخلاء سبيل المخربين قد يعرض أمن العديد من المواطنين الإسرائيليين للخطر.” وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قرار المحكمة “صدر في نهاية يوم من المداولات المطولة المشحونة، بحضور أفراد العائلات الإسرائيلية المتضررة من الأعمال الإرهابية، التي احتجت على الإفراج عن السجناء الفلسطينيين الضالعين في قتل أقربائهم.” كما أورد المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة حماس، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد لاستقبال الأسرى، بينما قال القيادي بالحركة، عزت الرشق، إن ثلاث طائرات قطرية وسورية وتركية وصلت مطار القاهرة لتقل الأسرى المفرج عنهم للخارج. وتتضمن الصفقة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوع، الإفراج عن 1027 سجيناً فلسطينياً، من بينهم المئات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لإدانتهم بمهاجمة إسرائيليين، على مرحلتين، مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط، بموجب صفقة بين إسرائيل وحماس، تم التوصل إليها بوساطة مصرية. وذكر مصدر المخابرات المصرية إن مطار القاهرة رفع ترتيبات الأمن إلى المستويات الطارئة بينما تستعد السلطات المصرية لنقل 40 من السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم إلى ثلاث دول في إطار شروط الصفقة. وقال المصدر انه سيتم نقل السجناء إلى كل من تركيا وسوريا وقطر وان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يشرف على ترتيبات سفرهم.