توصلت الأبحاث الطبية الحديثة إلى أن الحرص على تناول الزبادي الخالي الدسم يقلل من فرص الإصابة بمرض السكر "النوع الثاني" بنسبة تتراوح مابين 2 إلى 28% مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولونه، وذلك وفقا للنتائج الأخيرة التي تم التوصل إليها بالعدد الأخير لمجلة "مرض السكر" على الانترنت. وأوضح الباحثون أن ارتفاع معدلات استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم والمخمرة، مثل الزبادي وبعض الأجبان، يسهم بصورة مباشرة في خفض الخطر النسبي للإصابة بمرض السكر "النوع الثاني" بنسبة 24%. وشدد الباحثون في معرض أبحاثهم على أن الألبان تعد مصدرا هاما للبروتينات والفيتامينات مثل الكالسيوم، كما أنها تحتوى على الدهون المشبعة والتي لا ينبغي أن تستهلك بكميات عالية وفقا للمبادىء التوجيهية الغذائية الحالية. وأشار الباحثون إلى أن الدراسات السابقة التي عكفت على تحليل الصلات المحتملة بين مرض السكر وإستهلاك منتجات الالبان لم تتوصل إلى نتائج حاسمة، مضيفين أنه قد تكون هذه الأطعمة تلعب دورا هاما فى الوقاية من مرض السكر، خاصة النوع الثانى، إلا أنه هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في هذا الصدد. وأوضحت نيتا فورهى، رئيس وحدة علم الأوبئة بمجلس البحوث الطبية فى جامعة "كامبريدج" وعضو الجمعية الاوروبية لدراسة مرض السكر، أن سوق منتجات الألبان هو سوق ذو استثمارات ضخمة من عدد من الشركات العملاقة مثل "دانون" و "نستلة" أكبر صناع الزبادي في العالم، وهو ما يساهم بصورة كبيرة في تغيير المفاهيم الخاطئة حول القيمة الغذائية لمنتجات الألبان. يأتي ذلك في الوقت الذي تكشف فيه عائدات مبيعات الألبان إلى نحو463,7 مليار دولار في عام 2013، حيث من المتوقع أن ينمو بنسبة أكبر من 46% خلال عام 2018 ليأتي أكبر قدر من هذه المكاسب من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقا لتقديرات "يورومونيتور". ووفقا لأحدث التقديرات الصادرة عن "الاتحاد الدولي للسكر" فإن المرض يتسبب فى وفاة مريض كل ست ثوان، ويعانى منه أكثر من 382 مليون شخص حول العالم. ويعانى مرضى السكر "النوع الأول" من عدم قدرتهم مدى الحياة على إنتاج الانسولين، إلا أن مرض النوع الثانى تضطرب هذه القدرة بين الانخفاض والارتفاع، والناجم عن البدانة وأنماط حياة غير مستقرة، ليعانى الكثير من خلل في آلية تمثيل الإنسولين في الجسم. كانت الأبحاث الحديثة قد استندت على البيانات المسجلة من أكثر من 25 ألف رجل وسيدة يعيشون فى مقاطعة "نورفولك " البريطانية ليتم مقارنتها بالسجلات اليومية لمعدلات الاستهلاك اليومي بين أكثر من 753 مريض سكر النوع الثانى ليتم تتبعهم لنحو 11 عاما، بالإضافة إلى 3,502 ألف شخص تم اختيارهم عشوائيا مع قياس معدلات إستهلاك منتجات الألبان بين جميع المشاركين. وأشارت المتابعة والتحليلات إلى أن الأشخاص الذين انتظموا في تناول منتجات الالبان خالية الدسم كانوا الاقل عرضة للاصابة بمرض السكر النوع الثاني بمعدلات مرتفعة بالمقارنة بالأشخاص الذين يتناولونها بصورة غير منتظمة.