التي أعطتني شحوبا مقاربا للون جلدك ورغم الشعيرات الصغيرة التي حاول بواسطتها الزمن أن يخفيني لا زلت واضحا على الأقل بالنسبة لك ... لم أكن مجرد جرح عادي حفره بغدر طائش الطرف المدبب لحقيبة مدرسية معلقة على ظهر تلميذة الابتدائي أنا النبوءة التي لم يبطلها ” الميكروكروم ” والتذكار الذي لم تمحوه ضمادة منزلية لم أعد الغريب الذي كرهت طفولتك تطفله المؤلم ولا العابر الذي لم تصدق شرفتك خلوده أصبحت منذ سنوات طويلة جدا وبالتدريج اللازم للتعايش مع انتهاك ما صديقا لم تعد في حاجة للنظر إليه حتى تتأكد من بقائه ... الذي لم يسأم المشي بكل عكازاتك وكراسيك المتحركة ولا مشاركتك الانحناء تحت المؤخرات الثقيلة ... المقيم معك على الطرق فائقة السرعة حيث تنتظر حافلة إلى الرحمة لا يلتقطها رادار الغيب ولا يوقفها شرطي مرور السماء ... مؤرخ ” الاشتغالة ” الغامض الذي لم يتعب من التنقل وراءك طوال الحياة بين الكواليس المعتمة وجمع العظام التي يتركها الجائعون من روحك بخبرة كيس قمامة عجوز طالما طيّره هواء الشوارع وتكوّم تحت طاولات المقاهي وطردته البيوت إلى السلالم الخلفية ... أنا الخط العرضي الصغير الذي أصبح جزءا من التكوين الطبيعي لظهر كفك والذي ربما من حين لآخر تسمعه يخاطبك بطريقة ما : ” ألم أقل لك ؟! ” . * * * http://www.mamdouhrizk.blogspot.com/