قال الدكتور بدر عبد العاطى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن هناك متابعة مهمة للعلاقات مع إفريقيا التى تقع فى صميم اهتمامات الوزير وسيقوم الوزير بجولة رابعة لعدة دول إفريقية قريبا بعد الجولات السابقة، وسوف يسبقها زيارة لنائب الوزير لإفريقيا. كما يتم وضع اللمسات الأخيرة للهيكل المالى والتنظيمي والإدارى للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى ستوجه غالبة أنشطتها لقارة إفريقيا وستكون هناك متابعة ونأمل فى إطلاق هذه الوكالة فى القريب العاجل. وأشار خلال لقائه بالمحررين الدبلوماسيين، إنه بالنسبة للملفات الإقليمية والدولية التى تمس المصالح العليا للبلاد وأمنها القومى، كالقضية السورية، فقد تم طرح عناصر الموقف المصرى و الذى يتركز على أنه "لا حل عسكرى للأزمة السورية "، وضرورة توافر الإرادة السياسية للحكومة والمعارضة للتوصل لحل سياسى وضرورة التوصل بسرعة لإنشاء هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة مرحلة الانتقالية. وأضاف "وزير الخارجية اقترح استضافة القاهرة مؤتمرا لجمع كل أطراف المعارضة السورية فى الداخل والخارج لتوحيد الرؤى والأفكار فالأزمة السورية لا تخص المجتمع الدولى فقط بل تخص مصر والمنطقة بشكل خاص .. وأشار عبد العاطى إلى أن القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا وهناك اتصالات مع "أبو مازن" والقوى الفاعلة ونتابع المباحثات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ونرفض مواقف إسرائيل التى تشكك فى جدية نوايا السلطة واستمرار سياسة الاستيطان أو الاقتحامات المتكررة لباحة الحرم القدسى الشريف وهى أمور لا تساعد على الوصول لسلام عادل وشامل يقود لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، بالرجوع لحدود ما قبل 5يونيو1967. وفيما يخص ملف سد النهضة وطبيعة التحرك الدبلوماسي بصدده شدد عبد العاطى أن الأمن المائى المصرى فى صدارة أولوياتنا وهى قضية أمن قومى وفى منتهى الأهمية وتتضافر جهود الدولة المصرية للتعامل مع المشاكل المحيطة بمشروع سد النهضة الإثيوبى. وقد أشارت تصريحات وزير الرى عقب انتهاء الجولة الثالثة لمسار المفاوضات بين وزراء الرى المصرى السوداني الإثيوبى والتى عقدت مؤخرا فى الخرطوم وهناك أفكار ومسارات مختلفة للتحرك والسير فيها بشكل متوازى. وردا على سؤال حول إمكانية أن تتخذ القمة الإفريقية القادمة فى نهاية يناير بأديس أبابا قرارا بإلغاء قرار مجلس السلم و الأمن الإفريقى الخاص بتعليق أنشطة مصر فى الاتحاد الإفريقى؟. قال:" لقد ذكرنا مرارا أنه قرار خاطئ و متسرع، وعلى الأشقاء فى المجلس تصحيح الخطأ، وأضاف أنه ما من أحد يستطيع أن ينفى عن مصر إفريقيتها ودورها الكبير فى إفريقيا بحكم التاريخ والانتماء الجغرافي وبحكم مساهمة مصر الضخمة لمواجهة الاستعمار وإسقاط الفصل العنصري ودعم جهود التنمية و الاستقرار فى إفريقيا." قال:" إن هناك مصالح مشتركة ومنهج جديد نتعامل به مع أشقائنا الأفارقة لتحقيق المصالح المشتركة وسيترجم ذلك عمليا وهناك متابعة خاصة بعد زيارة الوزير لبوروندى وأوغندا بمرافقة وزيرى الزراعة والإسكان وسوف تليها جولات أخرى تعكس جدية التوجه المصري". وحول ملف الأموال المهربة، قال:"هذا الملف لعبت فيه الوزارة دورا كبيرا منذ البداية من خلال نقل كل طلبات الإنابة القضائية والتى وردت من النيابة العامة إلى السلطات الأجنبية بالدول المشتبه في وجود أموال بها. ورداً على سؤال حول موضوع الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، قال: "المتحدث الرسمى إنه تم إخطار الدول العربية المنضمة للاتفاقية والتى عليها التزامات قانونية لكل الدول الأعضاء خاصة المختصة بدعم تنظيمات إرهابية وتوفير التمويل لها وآلية تنفيذ الاتفاقية على الدول الأعضاء، وجار متابعة الأمر". وبالنسبة للموقف الأمريكى المتضارب قال:"إنه ودون الخوض فى تفاصيل فقد ذكرنا مرارا أن أمريكا كقوة كبرى لديها مدخلات عديدة في عملية صنع القرار فهناك الكونجرس والإدارة والبنتاجون ومراكز أبحاث وهذا يؤدى أحيانا لتضارب مواقف قد تبدو غير متسقة". وأضاف، إنه ومرة أخرى فإنه بالنسبة للقرار الأمريكى حول عدم دعوة مصر للقمة الأمريكية الإفريقية، فقد كنا واضحين تماماً بأن القرار الأمريكى بعدم دعوة مصر خاطئ "، وقد قال الجانب الأمريكى إنهم استندوا لقرار مجلس السلم والأمن الإفريقى بتعليق أنشطة مصر وثانيا قالوا إنهم سيعيدون النظر بهذا القرار ونحن نؤكد من جانبنا أن هذه الأسانيد والمبررات غير مقبولة وهذا القرار مرفوض تماماً وعضوية مصر ليست مجمدة. وحول تأمين السفارات و القنصليات المصرية بالخارج خلال الاحتفالات بذكرى ثورة 25 يناير قال المتحدث الرسمى: إن السفارات ستحتفل بالذكرى الثالثة لثورة يناير وقد صدرت تعليمات من وزير الخارجية للسفراء والقناصل بالاحتفال بالثورة والتفاعل المباشر مع أبناء الجالية المصرية والجاليات الأجنبية، وهناك العديد من الفعاليات يتم تنظيمها وبعضها يأخذ شكل حفل استقبال أو فعاليات فنية، وهناك عدة سفارات نظمت فعاليات احتفال بالثورة. وأشار إلى أنه وفى الوقت نفسه هناك تنسيق كامل بين السفارات والسلطات فى دول الاعتماد لتوفير التأمين اللازم، ومثلما لم تحدث حالة جادة واحدة تعرقل تصويت الاستفتاء فهذا سينسحب على احتفالات ثورة يناير لأن السفارات كانت متيقظة وفق تعليمات مباشرة من الوزير للسفارات من فترة ما قبل الاستفتاء بأسابيع وكانت هناك اجتماعات مباشرة ومذكرات رسمية ليتحمل كل طرف المسئولية عن تأمين البعثات. وبالنسبة للمعارضة السورية أوضح عبد العاطى أن الوزير نبيل فهمى تحدث عن مؤتمر شامل لكل المعارضة السورية بالداخل والخارج فى مصر، ونحن نتعامل مع الأمور بشكل شمولى ويركز على المدخل السياسى لحل الأزمة السورية. وبالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية فهى مرة أخرى علاقات نستطيع أن نقول إنها بعد 30 يونيو أصبحت تؤسس على أساس عدم التدخل فى شئون الغير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعلاقة بين قوى إقليمية كبرى ودولة عظمى، والعلاقات لها جوانب مختلفة سياسية وعسكرية واقتصادية، و قال إن قرار عدم توجيه الدعوة لمصر جزء من كل كما أن المساعدات جزء من كل فى العلاقات الثنائية. وردا على سؤال حول زيارات قادمة لوزير الخارجية إلى أمريكا اللاتينية قال بدر عبد العاطى، إن الانفتاح المصري كامل بما فيه أمريكا الجنوبية لكن هناك أولويات فهناك البرازيل والأرجنتين ودول الاقتصاديات الكبيرة في أمريكا اللاتينية ويربطنا بها علاقات صداقة، وكانت هناك أوليات فى هذه الفترة القصيرة بالنسبة للمحيط العربى الإفريقي ومنطقة آسيا. وحول احتمال استدعاء سفير مصر بقطر أو العكس قال إن المشكلة ليست بين قطر ومصر ولكن بين قطر والعديد من الدول العربية، وقال إنه تم نقل رسائل واضحة لا تخطئها العين بأن من يشرع فى هذا التدخل المرفوض وغير المبرر تحت أى مسمى عليه أن يتحمل تبعات ذلك، والرسالة لم تكن لقطر وحدها، بل لأى دولة تحاول أن تنصب نفسها وصيا على الشعب المصري العظيم.