يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ اندلاع ثورة 25 يناير محاصرًا بالاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد، الأمر الذي أدى إلى إلغاء دورة 2011، وكان على وشك الخروج من التصنيف العالمي، لولا إقامة الدورة قبل السابقة، وتواكب الدورة المقبلة المقرر لها أن تنطلق يوم 22 من الشهر الجارى، الكثير من الأحداث السياسية، التي غالبا ما تصاحبها اضطرابات أمنية، ومن هنا تأتي تخوفات الناشرين الذين يواجهون الخسائر الفادحة منذ ثلاثة أعوام. موسى علي- المسئول الإعلامي بالدار المصرية اللبنانية، يربط مصير معرض الكتاب بمدى نجاح عملية الاستفتاء على الدستور، المزمع إجراؤه منتصف الشهر الجاري، حيث يقول: "إذا نجحت عملية الاستفتاء على الدستور وتوقفت العمليات الإرهابية، بالتأكيد سيكون هناك إقبال على المعرض من جانب الجمهور، لأنه بالضرورة متعطش للقراءة في ظل حياة مليئة بالتوتر". ويبدي "علي" تخوفه من تحول المعرض إلى ساحة للمظاهرات، خاصة خلال الندوات الثقافية، لافتا إلى عدم القدرة على تحديد انتماءات الجماهير، أو طرد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين، لكنه في نفس الوقت غير متخوف من مواكبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير، بمعرض الكتاب بسبب توقف المعرض في ذلك اليوم. كما يضيف "علي" أن الدار تستعد للمشاركة في المعرض هذا العام بمجموعة متنوعة من الكتب السياسية والفكرية والأدبية ويعد أبرزها كتاب "التنوير والدولة المدنية" للكاتب والناقد "جابر عصفور". "إسلام عبدالمعطي" مدير دار روافد، يتوقع نجاح المعرض هذا العام، حيث يقول: "من حسن الحظ أن هذه الدورة من المعرض ستنطلق بعد الاستفتاء على الدستور، وبعدها يكون الجمهور متعطشا للقراءة، وأعتقد أيضا أن نجاح المعرض من عدمه مرتبط بالأحداث الكبرى، وحتى الآن لا أرى أي مقدمات لحدث كبير، فالمشهد لم يتغير من 3 سنوات ولكني متفائل هذا العام". ويضيف "عبدالمعطي": الدار تشارك هذا العام ب30 عنوان جديد متنوع ما بين سياسى وفلسفى وأدبى، "أهمها ثورة مصر..الصراع الطبقي المفتوح" للدكتور سلامه كيله، "العسكريون والثورة المنقوصة" لشحاته صيام والطبعة الثانية من رواية رجوع الشيخ للروائي محمد عبدالنبي". الأحداث السياسية التي تواكب المعرض تثير قلق "مصطفى الشيخ" مدير دار آفاق للنشر، حيث يقول: إن الأحداث السياسية التي تحاصر هذه الدورة من المعرض، من المتوقع أن تكون سببًا في عزوف الجمهور، ومن ثم المزيد من الخسائر. ويتابع "الشيخ": لا أحد يعلم كيف ستمر عملية الاستفتاء على الدستور، ولا نعلم أيضا ما سيحدث في الذكرى الثالثة لثورة يناير، ومن سوء الحظ أيضا أن 28 يناير يوم محاكمة مرسي في قضية التخابر، أعتقد أن كل هذه الأحداث ستؤثر على مدى إقبال الجمهور المصري على المعرض وكذلك الجمهور العربي". ويضيف "الشيخ"، أنه رغم الوضع المرتبك والمثير للقلق إلا أن الدار تستعد للمشاركة في هذه الدورة من المعرض، بمجموعة متميزة من الإصدارات أهمها حسبما ذكر "مذكرات نيكولا ترك، الرواية الثانية من تاريخ الجبرتي في فترة الحملة الفرنسية، تحقيق عبدالعزيز جمال الدين، رواية الطيور للكاتب النيروجي تارجي سيساف".