"خش على الرواية مش أكتر من 3 جنيه" كان نداء العديد من بائعى الكتب فى منطقة سور الأزبكية بمعرض القاهرة الدولى التى شهدت العديد من الحوادث هذا العام نتيجة لسوء الأحوال الجوية وسقوط الأمطار على عارضات الكتب، فالمنطقة التى تباع بها أكبر كمية من الكتب المتنوعة القديم منها والجديد، اشتكى البائعون فيها من انخفاض إقبال المترددين على المعرض بالمقارنة بالأعوام السابقة، وهو الأمر الذى أرجعه أغلبهم إلى ما تمر به البلاد من أحداث سياسية متتابعة من مظاهرات واعتصامات، وشملت شكوى أصحاب فرشات الكتب تنظيم المعرض نفسه، من عدم توافر الكهرباء بشكل كافى لهم، وعدم تأمين الخيم التى يعرضون فيها كتبهم من سوء الأحوال الجوية، وبالرغم من غياب الأمن على المعرض، فإن البائعين لم يروا أن ذلك أثر على المعرض. وجاء نداء إيمان السيد" اشترى التلاتة ب10 جنيه" فى محاولة لجذب المترددين على المعرض لشراء الكتب حيث إن أغلبهم "جاءوا للفرجة وليس للشراء" كما قالت إيمان التى استخدمت كرتونات السجائر لتعرض عليها مجلات وكتب الطبخ وروايات عبير الرومانسية، وذكرت أنه بالرغم من أن إقبال الناس على المعرض قليل هذا العام، فإنها خفضت أسعار الكتب بالرغم من أنها اضطرت إلى دفع رسوم لزيادة الإضاءة فى منطقة العرض، مشيرة إلى أن المظاهرات أثرت على سوق بيع الكتب وذهاب الناس للمعرض مثل كل عام. وبجوار فرشة كتب الطبخ والروايات الرومانسية، كان على العسلى منشغل فى منطقة عرضه بترتيب كتب متنوعة من سياسة وأدب وروايات وكتب أطفال، الذى أكد أن الظروف الاقتصادية السيئة هى التى أجبرت حكومة الجنزورى على إقامة المعرض وعدم إلغائه حيث أصر اتحاد الناشرين على تنظيمه لانخفاض مبيعات الكتب بعد الثورة. وأوضح العسلى أن أسعار الكتب فى صالات دور النشر الكبرى مرتفعة جدا، مقارنة بأسعارها فى سور الأزبكية، ويمكن ب20 جنيها شراء العديد من الكتب القيمة من إصدارات مكتبة الأسرة، قائلا "إن إقبال القراء زاد على الكتب السياسية، وخاصة من الشباب اللى بيطلبوا كتب كاتبين جدد زى علاء الأسوانى وبلال فضل، لكن الجيل القديم القارئ بالأساس بيطلب كتبا فى الفلسفة والسياسية والدين زى كتب هيكل والعقاد وتوفيق الحكيم وتفسير ابن كثير وخالد محمد خالد". وبدار الكتب القانونية والأدبية قال سيد عادل، إنه بالرغم من ارتفاع أسعار الورق، فحرص على أن تكون أسعار الكتب المباعة كما هى، قائلا "أنا ببيع موسوعة القضاء الإدارى ب250 اللى بتبيعها دور النشر الكبيرة بضعف التمن". وعن أغلب الجمهور الذى يتردد عليها قال "زباينى أغلبهم مستشارين وقضاة ومحامين، ومعظمهم ناس كبيرة فى السن، الشباب قليل ما بيجى عندى"، وبالنسبة لمشاكل تنظيم المعرض اشتكى عادل من ارتفاع إيجار أماكن العرض وعدم تأمين أماكن العرض جيدا من سوء الأحوال الجوية، ومع هذا أبدى ارتياحه من تمكنه هذا العام من دخول المعرض بعربيات لتحميل الكتب وهو كان غير مسموح فى الأعوام السابقة. ونوعية الكتب التى شهدت إقبالا عليها هذا العام، قال مصطفى محمود صاحب فرشة كتب فى سور الأزبكية القادم من القليوبية "الشباب اهتم أكتر بالكتب الدينية والسياسية، بعكس الأول كان أكتر المبيعات فى الروايات، لكن إقبال الناس على المعرض قليل بالنسبة للسنين اللى فاتت لأن أغلب المهتمين بالقراءة بيشاركوا فى الأحداث السياسية من مسيرات ومظاهرات". ففى الدورة 43 لمعرض الكتاب، كان سور الأزبكية هو ملاذ العديد من محبى الثقافة والقراءة من جميع الأعمار فى ظل ارتفاع أسعار الكتب فى المكتبات ودور النشر الكبيرة، بأسعار تبدأ من جنيه إلى 100 جنيه تستطيع أن تقتنى مجموعة متنوعة من الكتب القديمة والجديدة فى مجالات عديدة منها القانون والأدب والسياسة والمجلات والصحف القديمة والأجنبية.