أثمرت المفاوضات بين مصر وأثيوبيا حول بناء سد النهضة عن الفشل الذريع، مما يعطي دليلا لاشك فيه ان الجانب المصري لم يستطع إدارة الاجتماعات لصالحه، وانه اغلق باب التفاوض دون الوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف، إلا ان تعنت الجانب الاثيوبي له دور لا يمكن تجاهله في فشل المفاوضات. وقال الدكتور علاء الظواهري، عضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة ان اثيوبيا تحاول كسب الوقت لاستكمال بناء السد ووضع مصر امام الامر الواقع ، لاننا في حقيقة الامر لم نبدأ مرحلة التفاوض بعد . واكد الظواهري، انه لابد من نقل الحوار من الجانب الفني المتمثل في وزارة الموارد المائية والري الي الجانب السياسي ( وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء والرئاسة ) وان نبدأ في اتخاذ خطوات تصعيدية سريعه ، وعلى الجهات المعنية التقدم بطلب رسمي لاثيوبيا تطالب فيه بتشكيل لجنة محايدة تضم ممثلين من دول العالم ذات آليه لفض المنازعات لاجراء توافق بين اطراف المشكلة وخاصة مصر واثيوبيا لانه على الرغم من ان السودان تعد وسيط الا انها تميل الى الجانب الاثيوبي، مشيرا إلى ضرورة استغلال الجانب المصري عدم قدرة اثيوبيا في توفير التمويل اللازم لاستكمال بناء السد، والبالغة 4.7 مليار دولار ومتوقع وصلها الى 8 مليار دولار. ودعا مصر إلى مخاطبة المنظمات الدولية في محاولة لحل الاومة، وأخيرا اللجوء إلى الاممالمتحدة ومجلس الأمن؛ لأنه الجهه الوحيدة صاحبة سلطة تحويل الامر إلى محكمة العدل الدولية دون موافقة اطراف المشكلة. ومن جانبه حمل الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، فشل المفاوضات للجانب المصري ووزارة الموارد المائية بالاخص لانها وصلت بالمفاوضات الى طريق مسدود ، مشيرا الى انه كان يجب على الجانب المصري ان يتنازل عن بعض طلباته . واكد القوصي على ضرورة تعديل المسار التفاوضي ونلجأ للوساطة أو المساعي الحميدة ، ملفتا الى انه يجب ندخل طرف ثالث في الحوارات التفاوضية يكون له القدرة على الاقناع للوصول الى حل وسط يرضي جميع الاطراف . واوضح القوصي انه يجب ان نراعي عند اختيارنا للطرف الثالث ان تكون علاقتنا به جيدة وان تكون هناك مصالح مشتركة، لذلك فانه لا نستطيع ان نلجأ الى دول حوض النيل او الدول الافريقية بشكل عام لتوتر العلاقة بيننا منذ سنوات، أو امريكا، ولذلك فليس لدينا بديلا سوى اللجوء الى استراليا على الرغم من ضعف قدرتها على التحاور او دول آسيا مثل الصين والتي علاقتها بمصر جيدة ، تليها الهند واخيرا روسيا لقوة علاقتنا بها خلال الشهور القليلة الماضية