قال السفير بدر عبد العاطى – المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن مصر دولة كبيرة، لا تتحرك بانفعالات الدول الصغيرة، مؤكدًا أننا دائما نحترم التزاماتنا، ولا تتسامح مع من يمس أمن مصر القومى أو مصالحها القومية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، إذا كانت مصر دولة كبيرة لا تسمح بالتدخل في شأنها الداخلي، فهي تلتزم بكونها «كبيرة» أيضا بعدم تدخلها في شئون الآخرين الداخلية. وأكد خلال إجابته عن سؤال بشأن تدخلات كل من قطروتركيا في شئون مصر، وعن الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا، أن الشعب التركي صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل وكيفية التعامل مع الأحداث داخل بلاده. ونحن من جانبنا لم نتخذ إجراء كسحب السفير المصري من أنقرة اعتراضا على شأن يخص الداخل التركي، وإنما كان ذلك بسبب التدخل في شأننا الخاص، وهذا هو الإطار العلمي الممنهج الذي يحكم تحركات ومواقف الدول الكبرى التي لا تتحرك تحركات هوجاء مردها انفعال الصغار الأهوج. وأما بالنسبة إلى دولة قطر، فإن الموقف المصري أعلنه وزير الخارجية نبيل فهمي أكثر من مرة، ومفاده أن مصر إذا كانت تتحلى بالتسامح وسعة الصدر مع قطر، فهذا مبعثه فقط الهوية المشتركة بيننا وبينهم، لكن للصبر حدوده التي تنقطع عندها حبائله وتسقط. وحول الضبابية فى العلاقات المصرية مع حركة حماس حاليا، قال «عبد العاطي» إن هذه الضبابية تعكس الواقع الراهن وعدم وضوح الرؤية من الجانب الآخر. وما يحكم الأمر في النهاية اعتبارات الأمن القومي والسيادة المصرية، أما بشأن غياب مصر عن غرفة المفاوضات فيما يخص القضية الفلسطينية، فإن مصر لا تغيب أبدا عن قضية أمتها العربية الرئيسة، وزيارات الرئيس «أبو مازن» إلى مصر تأتي لإطلاع مصر بشكل مستمر على مسار المفاوضات، كما أن الجولة الثانية لوزير الخارجية المصري تضمنت زيارة «رام الله». وإجمالا فمصر مع المفاوضات وتؤكد دوما أنها مع ضرورة أن تسفر المفاوضات عن دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدسالشرقية. أما على مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، فقال المتحدث باسم الخارجية، إن عام 2014 سيشهد تطورا إيجابيا فى علاقات مصر مع الشركاء الدوليين لمصر وعلي رأسهم روسيا الاتحادية والصين والهند واليابان، بعد جولات وزير الخارجية في كل منها. وقد تركز الاتصال الهاتفي الأخير بين نبيل فهمى وسيرجى لافروف، على متابعة نتائج اجتماع 2+2 لوزيرى خارجية ودفاع البلدين في نوفمبر الماضى. وأكد أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحركا فاعلا ونشاطا ملموسا خاصة فى مجالات التعاون في قطاعات البنية التحتية والطاقة وتحديث المشروعات التى شارك الاتحاد السوفييتى فى إنشائها مثل توربينات السد العالى، وكذلك تنمية العلاقات الأمنية والعسكرية التى لم تتوقف أبداً بين البلدين، فضلاً عن التشاور المشترك حول القضايا الإقليمية والدولية. وعن اهتمام مصر بدولة ليبيا الشقيقة، قال «عبد العاطي» إن ليبيا علي رأس الأولويات المصرية، وقد أعاد نبيل فهمي – وزير الخارجية هيكلة الوزارة، واستحدث منصب «مساعد وزير الخارجية لدول الجوار (ليبيا – السودان – فلسطين)»، الأمر الذي يعكس مدى اهتمام مصر بشقيقتها ليبيا، موضحا أنه كانت هناك زيارات متكررة من رئيس الوزراء الليبي لمصر، وهناك رغبة مصرية لزيارات مماثلة إلي ليبيا. وبشأن انخفاض أعداد المصريين بالخارج المسجلين للاستفتاء علي الدستور، أوضح أنه كانت هناك جهود مبذولة بالتعاون مع وزارة الداخلية التي أوفدت العديد من البعثات إلى الخارج بهدف استخراج بطاقات الرقم القومي، والجديد أن أعداد المسجلين لأول مرة زادت عن السابق بحوالي 12 ألف ناخب جديد، ليصبح إجمالي المسجلين حوالي 681 ألف ناخب. واللجنة العليا للانتخابات فتحت باب التحديث علي موقعها الإلكتروني على مدار أكثر من شهر ونصف، وأغلق في الثالث من ديسمبر، موضحا أنه تم التواصل مع المصريين في الخارج بكل وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيعهم علي التسجيل وتحديث البيانات والمشاركة في التصويت. وأوضح أن هناك ضوابط تضعها اللجنة العليا للانتخابات، فلا بد أن يملك الناخب بطاقة رقم قومي أو جواز سفر عليه الرقم القومي لإثبات الشخصية، لتحقيق المساواة الكاملة بين المصريين في الداخل والخارج، ووجود قاعدة بيانات موحدة حتي يتم منع أية احتمالات للتلاعب. وللأسف هناك عدد من المصريين في الخارج ليس لديهم هذه البطاقات، وهذه الظاهرة شهدناها في الاستحقاقات السابقة. وعن العلاقات المستقبلية بين مصر وإيران، لاسيما بعد الاتفاق الذي وقعته طهران والقوي الست، قال المتحدث الرسمي إن ايران دولة إقليمية رئيسة، ولا يمكن تجاهلها، والاتفاق بين إيران والقوي الكبري «5+1» له محدد بمدة زمنية؛ وسبق أن أكد وزير الخارجية أنه اتفاق مرحلي يتعين أن يكون خطوة علي طريق إخلاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، إعمالا بمبدأ الأمن المتساوي للجميع؛ ونأمل أن يكون التغيير الذي شهدته إيران مؤشرا لعلاقات حسن جوار مستقرة بين إيران وجيرانها في دول الخليج العربي، فلا تستقيم الأمور في وجود حوار بين إيران والقوي الكبري خارج المنطقة فقط، وإنما يجب أن يستتبعه ويتزامن معه حوار بناء ومستقر يقوم علي أساس حسن الجوار مع الشركاء في الإقليم.