نظمت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، أمس، يومًا مفتوحًا في مقرها الدائم بالرباط، لفائدة طلاب من جنسيات أمريكية وأوروبية وإفريقية، يتابعون دروسًا في باللغة العربية للناطقين بغيرها، في مؤسسة "قلم ولوح" التعليمية. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وتم خلال هذا اليوم المفتوح تعريف المشاركين بمجالات عمل المنظمة وبجهودها التربوية والعلمية والثقافية، وبخاصّة في مجالات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والتعريف بالثقافة الإسلامية، ونشر ثقافة الحوار والتعايش والسلام في العالم. وافتتح بمقر الإيسيسكو معرض للخط العربي يضم لوحات فنية للخطاط المغربي محمد قرماد، وآخر لإصدارات الإيسيسكو في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفي مجالات الحوار وثقافة السلام والتعايش. ومن ناحية أخرى، طالب الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة، بعقد قمة عربية حول اللغة العربية لأنها قضية استراتيجية.وقال في كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى العالمي لخدمة اللغة العربية، في قصر الجمهورية بقرطاج، إن النظرة المتشائمة إلى حاضر اللغة العربية ومستقبلها، مصدرُها الوضع غير اللائق الذي تعيشه في عقر دارها، مما يجعله باعثًا على الحسرة لدى فئات كبيرة من أبنائها، موضحًا أن إسقاط الوضع الحالي غير المناسب للغة العربية السائد في جل بلدان العالم العربي، على اللغة العربية في حد ذاتها من حيث قيمتها وجوهرها وخصوصيتها وقابليتها للتطور، يتسبب في شيوع أحكام منافية لحقائق الأمور. وأضاف: « لقد كان أستاذنا الدكتور شوقي ضيف، الرئيس الأسبق لمجمع اللغة العربية في القاهرة، يقول إن اللغة العربية تعيش اليوم أزهى عصورها، إذ لم يسبق أن انتشرت على هذا النطاق الواسع عبر وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وإنترنت، ولم تعرف هذا الازدهار الذي يتمثل في صدور مئات الألوف من الكتب والدوريات باللغة العربية التي توالي نشرها منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى بلغت اليوم معدلات النشر العربي مستويات عليا، وإن كانت دون مستوى النشر في الدول المتقدمة». وأوضح: « ولكننا إذ نسجل هذا الانتشار غير المسبوق للغة العربية، فلن يصرفنا ذلك عن دق ناقوس الخطر الذي بات يتهدد حاضر اللغة العربية ومستقبلها، نتيجة لبعض السياسات المناهضة لها التي تخدم أهدافًا خارجية مع الأسف».