أقر ديوان عام محافظة المنوفية، بتشكيل لجنة مكونة من قسم المساكن والشئون القانونية والاجتماعية والعلاقات العامة، لعمل حصر للمقيمين الفعليين بمساكن الإيواء بالعزبة الغربية خلف مسجد الصحابة، وتدبير مكان مناسب لنصب خيام الإيواء، تمهيدًا لنقلهم إليها، خوفًا من سقوط المنزل على رءوسهم بعد حادث انهيار بلكونة إحدى الغرف، ووفاة سيدة وإصابة زوجها بإصابات خطيرة ما زال متواجدًا على أثرها فى المستشفى. وقد وصف الأهالى هذا القرار ب "الغاشم"، حيث يجلس ما يقترب من 80 أسرة من قاطنى غرف الإيواء بالعزبة الغربية بين نارين، إما ترك الغرف واللجوء إلى الخيام التى تعدها المحافظة مما يعرضهم للخطر نتيجة موجة البرد القارصة التي تلف البلاد هذه الأيام، وإما البقاء فى غرفهم حتى تسقط منازلهم على رءوسهم". وقالت "منال" – إحدى السيدات القاطنة بالعزبة الغربية – وكانت تظن فى البداية أننا من موظفى الحى، وجئنا للتنبيه عليهم بإخلاء الغرف: "إحنا مش هنسيب هنا هنموت قبل ما نروح الخيام "، ثم جلست لتحكى لنا عن مأساتها قائلة: "دا ميرضيش ربنا إننا نسيب الغرف ونروح فى خيام فى الجو دا، إحنا معانا عيال صغيرين لوهيقبلوها على نفسهم يقبلوها بس ده حرام أوى". واستكملت منال: "إحنا عايشين سبعة أفراد فى الغرفة الواحدة، والبيئة غير آدمية، إحنا شايفين الغلب والبلد كلها بترمى الزبالة هنا، وعايزين تطلعونا من هنا على خيام دا ميرضيش ربنا، الغرفة دى تقع فوقى وفوق عيالى بس مش هطلع" . المشهد بدا يتازم من تلك الروائح الكريهة التى تشمها الانف ودرجات السلم المتهدمة التى لابد ان توصلنا الى نهاية العمارة الدور الخامس. وقالت "سميحة " – امراة طاعنة في السن -: إنها عاشت هنا فى هذه العمارة خمسين عاما، وشهدت ذكرياتها مع زوجها وأولادها، كما وصفت لحظاتها مع " سماح "صديقتهم وجارتهم التى سقطت من بلكونة الغرفة لتلقى حتفها ويصاب زوجها، فتقول: "سماح وجوزها متجوزين ومعاهم عيال كانوا واقفين فى البلكونة لقوا نفسهم على الأرض لأن العمارة تهالكت، وماتت وجوزها ما بين الحياة والموت". وأضافت "سميحة": منذ تلك الحادثة، والموظفون فى الحى يطالبوننا بإخلاء الشقق، فلم يتحركوا إلا بعد رؤيتهم المصيبة التي حلت ب "سماح"، وتابعت: "إحنا مش هنسيب غرفنا غير ببديل، لو أعطونا كل أسرتين شقة هنوافق إحنا مش عاوزين غير شقق مؤقتة فى مساكن الأوقاف إلى أن يبنوا لنا الشقق.