نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا لها اليوم، أوردت فيه ردود فعل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عن ثلاث أزمات كان يجب أن يتدخل بها تركت حلفاءه في حيرة من أمرهم. وقالت الصحيفة إن الأزمة الأولى هي التحول المفاجئ لأوكرانيا بعيدا عن أوروبا، وعودتها إلى أحضان روسيا، فبعد عدة سنوات من المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، استسلمت أوكرانيا لتهديدات روسيا الاقتصادية الوحشية على حد تعبير الجريدة ، وبعدت عن الاتفاق، وهي الآن تفكر في الانضمام للاتحاد الجمركي بموسكو. وأضافت أن هذه ليست مسألة تافهة، فأوكرانيا ليست فقط أكبر دولة أوروبية، ولكنها محور أحلام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لتجديد الهيمنة الروسية على الدول المجاورة لها، بعد التراجع الذي خلفه انتصار أمريكا في الحرب الباردة، موضحة أن رد الولاياتالمتحدة حول هذه المسألة لم يكن واضحا، ولم يجد مئات الآلاف من المتظاهرين حول خيانة الاستقلال الأوكراني أي استجابة من واشنطن. أما الأزمة الثانية فهي انهيار ثقة حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط بعد الاتفاق بين إيران والغرب، حيث تفاجأ عرب الخليج بالتخلي المزدوج عنهم، فقد أطاحت الولاياتالمتحدة بسبع سنوات من جهود مجلس الأمن بحظر تخصيب اليورانيوم، واعترفت بإيران دولة نووية، كما تخاذلت عن مساندة الثورة السورية واعترفت بنظام "بشار الأسد". وتابعت الصحيفة أن إسرائيل ليست بعيدة عن الخذلان الأمريكي، فقد أدى جنيف إلى عدم توقف البرنامج النووي الإيراني، كما منعتها أمريكا من استخدام سلاحها الجوي لوقف البرنامج، مبينة أن العرب وإسرائيل لا يستطيعون فهم سذاجة "أوباما" حول استراتيجيته البناءة مع نظام يريد الإطاحة بالقوة الأمريكية وطردها الكامل من منطقة الشرق الأوسط، ولكن المدافعين عن "أوباما" يقولون إن الدبلوماسية أفضل من الحرب. أما الأزمة الثالثة تتكشف فوق بحر الصين الشرقي، ففي تحد مفتوح لمحور "أوباما" الأسيوي، بعد أن أعلنت الصين بكل وقاحة عن توسع مجالها الجوي داخل المياه التي تطالب بها اليابان وكوريا الجنوبية، حيث استجاب "أوباما" بإرسال قاذفات قنابل من طراز بي52، على الأجواء الصينية دون الاهتمام بما أعلنته الصين، وتبعها اليابان وكوريا الجنوبية، وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي "بايدن" للصين، أعلنت الحكومة الأمريكية استسلامها، بدلا من الإصرار على مطالبة الصين بالرجوع عن ما تفعله. وأنهت "واشنطن بوست" مقالها بأن استسلام أمريكا ترك حلفائها مرة أخرى في حيرة، فهم يريدون حليفا وليس وسيطا، فكان على أمريكا مساندة اليابان فيما تريد فعله تجاه الصين، حتى تبين أن أي دولة تنقض الوضع الراهن ستلقى استجابة سريعة متعددة الأطراف من الغرب بقيادة أمريكا.