أكد الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، أن شعوب المنطقة هم الرابح الأول من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول(5+1)، ولفت إلى أن "هذا الاتفاق له آثار وتداعيات مهمة جدا على المنطقة ككل". وقال "نصر الله" في مقابلة ضمن برنامج "بلا حصانة" على شاشة تلفزيون"OTV" مساء اليوم الثلاثاء، أن "من نتائج الاتفاق النووي الايراني ودول (5+1) انه دفع خيار الحرب إلى أمد بعيد"، وأضاف "عندما أتحدث هنا عن الحرب أقصد الحرب الغربية او الأمريكية وحتى الاسرائيلية على ايران، لذلك فالرابح الأقوى من هذا الاتفاق هو شعوب المنطقة من خلال استبعاد خيار الحرب". وأضاف "نصر الله"، إن "هذا الاتفاق كرّس تعدد الأقطاب في العالم، وهذا يعني عدم تفرد قطب واحد بالعالم أجمع ولا حتى قطبين وهذا يفتح باب للمناورات وإعطاء هوامش للتحرك في كثير كمن المجالات"، وأوضح أن "هذه الأقطاب يوجد بينها تناقضات أو مصالح مما يعني امكانية استخدام قطب بوجه قطب وهذا ينتج حلول في كثير من الأماكن". وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "هناك جهات إقليمية ودولية كانت تدفع خلال السنوات الماضية باتجاه خيار الحرب من ايران، وكان لخيار الحرب عليها تداعيات خطيرة على المنطقة، لكن ايران ليست دولة ضعيفة او معزولة"، وأضاف "لا اعتقد ان اسرائيل قد تقدم على قصف المنشآت النووية في ايران دون ضوء اخضر أمريكي". ولفت "نصر الله" إلى أن "ذهاب العالم الى قيادة متعددة الاقطاب يمنع الهيمنة والاستبداد الدولي وهذا يعطي فسحة لدولة العالم الثالث"، ورأى ان "هناك تحولات كبيرة في السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم". وذكّر أن "الحرب الأمريكية على العراق فشلت وفي افغانستان وصلت امريكا الى حائط مسدود، وفي لبنان وغزة فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد، وحتى الآن فشلوا في سوريا، أي أن الأمريكي فشل في كل المنطقة". وأكد "نصر الله" أن "إيران صمدت بوجه العقوبات ولم يستطع الأمريكي اسقاط النظام في ايران، واليوم هناك واقع اوروبي وأمريكي جديد والولايات المتحدة لا تريد ان تذهب الى حرب وهي تعبت من الحروب". وأوضح "نصر الله" ان "الايرانيين اصروا على ان يكون التفاهم على الملف النووي فقط، وهم من طلب حصر النقاش بالموضوع النووي وتأجيل البحث في الملفات الأخرى"، وأضاف "بحسب معلوماتي فإن الأمريكيين كانوا جاهزين لفتح ملفات أخرى في المفاوضات مع إيران". واعتبر أنه "من المبكر جدا ذهاب إيران نحو تطبيع العلاقات مع امريكا، لأن هناك الكثير من الملفات العالقة"، ولفت إلى أن "هناك تحولا عند الامريكي لكن الايراني لا زال حيثما كان"، وأكد أن "الموقف الايراني من اسرائيل حاسم ولم يتغير". وقال الأمين العام لحزب الله، إن "جوهر الموقف الإيراني يقوم على طمأنة دول الخليج بأن التفاهم مع واشنطن ليس على حسابها"، وذكّر أن "ايران لم تقطع يوما العلاقات مع جيرانها ولكن المشكلة عند الفريق الآخر". ولفت إلى أن "ايران منذ سنوات تسعى لفتح الابواب مع السعودية وللتحاور، ولكن كل المحاولات لفتح الأبواب فشلت"، وأشار إلى أن "السعودية هي التي تقفل كل الأبواب وحصلت مبادرة وساطة باكستانية قبلتها ايران لكن السعوديين رفضوها وقبل وفاة الأمير نايف زار وزير الأمن الايراني السعودية، والتقاه وكان يحاول خلق جو للتفاهم لكن الجو كان سلبيا مائة بالمائة". ورأى "نصر الله" ان "مشكلة السعودية هو أنها تعاطت منذ البداية مع إيران على أنها عدو والسعودية لا تمتلك جرأة الذهاب إلى حرب لكنها تخوض بالمال حروبا بالواسطة"، واضاف ان "الحرب السعودية على ايران لم تهدأ منذ العام 1979″، وشدد على ان "مشكلة السعودية مع ايران ليست مذهبية، والدليل ان السعودية سابقا كانت لديها مشكلة مع مصر ومع اليمن ومع سوريا". وأوضح أن "كلام الوليد بن طلال ليس رأي أهل السنّة والجماعة"، وأسف ان "السعودية لا تقبل شريكا او صديقا بل تريد ان تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها".