كتب: نورهان ابوالمجد – آيه يسري غلبت الشيطان فى انتقامها من شريك حياتها، فلم تشفع له العِشرة التى جمعت بينهما، والتى أنجبا خلالها طفلين، شعرت أنه آن الأوان للتخلص من زوجها الذي أصبح عبئًا على الأسرة بدلا من أن يكون سندا لها في تربية أبنيهما. لم تجد حلًا غير أن تقوم بحرقه بعد أن يئست من إصلاح أحواله وكفه عن تضييع مصروف المنزل في تناول المخدرات، فتحينت لحظة إمساك النيران بملابس زوجها وسكبت المزيد من البنزين على جسده غير مكترثة بتوسلاته أو حتى أنه أبو أبنائها وتركته يكتوي بالنار. التقت "البديل" من القاتلة زينب الزوجة ذات العشرين ربيعا، داخل محبسها بقسم شرطة إمبابة "والتى كانت نظراتها تشع شررا وشراسة من كل من يقترب منها وكأنها تحذرمن التعامل معها، ورفضت الحديث عن جريمتها غير أن سيل الأسئلة التى حاصرناها بها، حول دافعها للقتل وكيف أقدمت يدها على ارتكاب الجريمة. بملامح صارمة وألفاظ نابية وصوت أجش، ردت القاتلة على الأسئلة واستهلتها بجملة "غير نادمة على جريمتى، فزوجى مصطفى ذو الخمسين عاما لم يكن سندى في حياتى"، فرغم فارق السن بيننا، إلا أننى وافقت على الزواج منه بعد ضغط أسرتى التى شعرت بأنه المناسب ليّ خاصة وأنه يعمل موظف بالحكومة. ومرت الأيام والسنون وأنجبنا خلالها محمد 6 سنوات وملك 5 سنوات، وكانت حياتى معه روتينية مثل أي زوجين تزوجا دون سابق معرفة، فكان يأتى من عمله يتناول الطعام وينزل للجلوس مع أصدقائه يشاركهم في شرب مخدر الحشيش ليعود إلى المنزل في حالة توهان لينام دون أن يدري بأحد. تصمت زينب برهة ويشرد ذهنها قليلا، وكأنها تسترجع شريط حياتها وتستكمل: "حاولت أن أعدل من سلوكه بنصحه بترك "شلة المزاج" وتوفير المال لأولادنا غير أنه لم يبال واستمر في نزواته حتى داهمه مرض السكر فظننت أنه سيحيد عن طريق الكيف ويعود إلى صوابه بعد أن دخل في عامه ال55 ". وتابعت:" ومازاد الطين بلة خروجه للمعاش مبكرا، وقبل أن يضيع مكافأة نهاية الخدمة أجبرته على شراء" تاكسي " حتى يكون مصدر رزقنا اليومي". وتطلق زينب تنهيدة من داخلها تعبر عن المرارة التى بصدرها وتقول:"ساء ت أحوال زوجى مصطفى إلى الأسوأ فلم يكن أمامي سوى طلب الطلاق منه كي أهدده بالبعد عنه إلا أنه لم يبال، وقام بتطليقى بعد شهرين من انفصالنا وجدته يطرق باب شقة شقيقي ويطلب عودتى". واستطردت:"رفضت غير أن إلحاح شقيقي الذي أشعرنى بأن وجودي في منزله أصبح عبئا عليه جعلنى أعود إلى بيت الزوجية بإمبابة، بعد أن وعدنى بأنه سينفذ كل ما أطلبه". "ديل الكلب عمره ما يتعدل"، جملة أطلقتها زينب تعبر من خلالها عن قلة حيلتها مع زوجها الذي يضيع كل إيراد التاكسي على شراء المخدرات، وعندما كانت تأتيه نوبة السكر ينهال على وأولادي بالضرب، وما إن يدخل من باب المنزل حتى يسأل عن الطعام دون اهتمام بكيفية تدبيره، وشعرت أنه أعادنى إليه كي أعيش خادمة لا زوجة. يرتفع صوت زينب عاليا وهى تقول "8 سنوات من العذاب قضيتها مع زوج مدمن وصبرت، كثيرا حتى نفد الصبر، تحولت حياتى إلى جحيم معه، فقررت أن أضع حدا لهذه الحياة منتظرة للحظة التى سأخلص بها من زوجي الذي أضاع كل المشاعر والأحاسيس بداخلي". وتشرح زينب كيفية ارتكابها للجريمة:"فكرت في غرس السكين في جسده أثناء نومه أو دس السم في الطعام إلا أن شيطانى ألهمنى، عندما كنت أراقبه وهو يتناول سيجارة الحشيش داخل غرفته نادانى كي أطفئ بعضًا من شرر السيجارة الذي سقط على ملابسه، طلب استغاثتى، وهنا هرعت على جركن الكيروسين ودلفت إلى غرفته وسكبته على جسده ثم ألحقت به كبريتًا مشتعلا أغلقت عليه الباب حتى يلاقي مصيره". وبنظرات ثاقبة تكمل زينب حديثها:"أطلقت صرخات استغاثة للجيران، وعندما تجمعوا ادعت أنها كانت بخارج المنزل، وفوجئت بأنها وجدت النار مشتعلة بملابس زوجها، اتصلوا بالنجدة، مختتمة حديثها:"هذا ما جنته يده، وما فعلته كان ردا على حماقاته طيلة أيام زواجنا". بدأت الواقعة بعد أن وصل البلاغ ل جمال مخيمر -نائب المأمور بقسم شرطة إمبابة- من محمد حمدي حلمي طه 28 سنة، موظف ومقيم بشارع على عبد العال -دائرة قسم شرطة إمبابة-، بإصابة عمه مصطفى حلمي طه 55 سنة سائق، ومقيم بذات العنوان بحروق بالجسم من الدرجة الثالثة. وتم نقله لمستشفى المنيل الجامعي، واتهم زوجة المصاب زينب السيد محمد رجب 25 سنة ربة منزل ومقيمة بذات العنوان، بإشعال النيران به محدثة إصابته. بالانتقال والفحص تبين وجود آثار حريق بمرتبة سرير غرفة نوم المجني عليه، وبسؤاله قرر بأنه أصيب بغيبوبة سكر أثناء تواجده بغرفة نومه، وحال إفاقته وجد النيران مشتعلة بملابسه، فاستغاث بزوجته إلا أنها لم تغثه، وقامت بسكب كمية من الكيروسين عليه. تحررعن ذلك المحضر اللازم إداري القسم، وإخطار اللواء كمال الدالى -مدير أمن الجيزة- الذى أمر بإحالتها إلى النيابة للتحقيق.