بدأ وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان الخميس 14 نوفمبر، زيارة تاريخية إلى القاهرة يعقد خلالها أول اجتماع في تاريخ العلاقات الروسية المصرية في اطار "2+2″ لوزراء الخارجية والدفاع. ويبدو أن العلاقات بين البلدين تشهد انطلاق مرحلة جديدة بعد أشهر قليلة على حلول الذكرى ال 70 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكووالقاهرة. وبدأ في القاهرة فى ساعات الصباح الاولى اللقاء الثنائي بين سيرغي لافروف ونظيره المصري نبيل فهمي، ومن المقرر أن يلتقي لافروف في وقت لاحق اليوم بالرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. وزيارة لافروف وشويغو هي أول زيارة على هذا المستوى العالي لمسؤولين روس في فترة ما بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. ويأتي ذلك بعد زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لموسكو في منتصف سبتمبرالماضي، حيث ناقش مع لافروف الوضع في سوريا والتسوية الشرق أوسطية، والعلاقات الثنائية. كما زار روسيا مؤخرًا وفد "الدبلوماسيين الشعبيين" الذي يضم عددًا من رجال السياسة والثقافة والعلوم المصريين، وأكد المتحدث الرسمي بأسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن الوزراء سيناقشون مسائل جدول الأعمال الدولي والإقليمي بالإضافة إلى تعزيز التعاون الروسي المصري في مختلف المجالات. ويثير موضوع التعاون العسكري بين البلدين اهتماما خاصا، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة منذ فترة تعليق تقديم المساعدات العسكرية لمصر على خلفية الأحداث الأخيرة في البلاد. ولم تكشف الجهات الرسمية عن تفاصيل ما سيناقشه وزيرا الدفاع سيرجي شويغو وعبدالفتاح السيسي، لكن مصادر في شركة "روس أوبورون إكسبورت" الحكومية الروسية التي تقوم بتصدير الأسلحة، أكدت أن روسيا مهتمة ببيع السلاح لمصر، وتناقلت وسائل إعلام روسية تقارير تقول إن شويغو والسيسي سيناقشان توريد أسلحة روسية لمصر بقيمة تزيد عن 4 مليارات دولار. وتتسم بأهمية بالغة مواضيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تصدر روسيا الحبوب إلى مصر، كما كانت المنتجعات المصرية تجتذب ملايين السياح الروس سنويا قبل أن يتأثر قطاع السياحة بالتوترات السياسية والأمنية. أما الملفات السياسية الدولية والإقليمية، فستتصدرها الأزمة السورية على الأرجح، تجدر الاشارة الى تقارب مواقف روسيا ومصر من هذه الأزمة، حيث تجمع موسكووالقاهرة على عدم وجود حل عسكري في سوريا، وضرورة تسوية النزاع سياسيا. وكان وزير الخارجية الروسي قد أكد لنظيره المصري خلال لقائهما الأخير في موسكو اهتمام روسيا بأن تلعب مصر دورا مهمّا في جامعة الدول العربية لكي تتّبع الأخيرة "نهجا متوازنا" إزاء الأحداث في المنطقة.